قتل وجرح عشرات من الجنود اليمنيين والمدنيين في هجوم انتحاري نفذه صباح أمس مسلحون يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم «داعش» على مبنى إدارة البحث الجنائي بحي خور مكسر في عدن، العاصمة اليمنية الموقتة. وتمكن المسلحون من السيطرة على المبنى بعد دقائق على اقتحامه بواسطة سيارتين مفخختين بهدف إطلاق عشرات المعتقلين الذين ينتمون لتنظيمات وجماعات متطرفة في جنوب اليمن. ودانت أمس حكومات عربية ودولية ومنظمات إطلاق صاروخ باليستي من داخل الأراضي اليمنية باتجاه العاصمة السعودية الرياض أول من أمس، وأكدت وقوفها مع المملكة في ما تتخذه من إجراءات ضد منفذيه. وأعرب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عن إدانة اليمن قيادة وحكومة وشعباً العملَ الإجرامي الهمجي الذي أقدمت عليه ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، ومن خلفها إيران، في استهداف المناطق المدنية الآمنة والأبرياء في المملكة العربية السعودية (للمزيد). وأعلن تنظيم «داعش»، في بيان نشر على شبكات التواصل الاجتماعي، مسؤوليته عن الهجوم على مبنى البحث الجنائي في عدن أكد فيه أن عناصره نفذوا العملية الانتحارية. وقال البيان: «إن العملية بدأت بتفجير سيارة مفخخة كان يقودها الانتحاري أبو عثمان الحضرمي وبعدها دخل من وصفهم ب «الانغماسيين» وسيطروا على المبنى وقاموا بإحراق الآليات العسكرية وسيطروا على إدارات المبنى». وأضاف بيان داعش «أنه نتج من العملية قتل 50 من أفراد الأمن والعاملين في الإدارة والذين سماهم «المرتدين». وكان انتحاري من بين مقتحمي المبنى فجّر نفسه في وقت لاحق بعد ظهر أمس، أثناء قيام وحدات أمنية متخصصة بمكافحة الإرهاب بمحاولة اقتحام المبنى واستعادته من المسلحين، غير أن الانتحاري تصدى لتلك القوات وفجّر نفسه بحزام ناسف بينها ما أسفر عن مقتل وجرح عشرة جنود على الأقل، وكانت الاشتباكات في محيط المبنى مستمرة حتى مساء أمس. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أمني وسكان في عدن، أن الهجوم وقع خارج مقر إدارة المباحث العامة في مديرية خور مكسر. وسمع دوي الانفجار في المدينة وتسنت رؤية عمود من الدخان على بعد أميال. واندلعت اشتباكات في المنطقة على الفور. وأكدت مصادر أمنية لوكالة «فرانس برس»، أن انتحارياً يقود سيارة مفخخة فجّر نفسه في مقدم موكب مدير أمن عدن العميد شلال شايع، أثناء دخوله مقر عمله، لكن شايع نجا من الهجوم. وتعرض المبنى عقب العملية الانتحارية لإطلاق نار كثيف من مسلحين تمركزوا فوق أسطح مبان تقع في محيط مقر إدارة المباحث. ودفعت إدارة أمن عدن بتعزيزات أمنية من معسكر جبل حديد، لتطهير المباني من المسلحين الذين تمكنوا من دخول مبنى إدارة المباحث في خضمّ الاشتباكات. وتُعتبر الجماعات المتطرفة في اليمن والتي تنتمي لتنظيم «داعش» وتنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» في طليعة التحديات التي تواجه الحكومة الشرعية اليمنية في عدن وبقية المحافظات المحررة من ميليشيات الحوثي الانقلابية، وشهد النشاط الإرهابي لهذين التنظيمين نمواً في محافظات أبين وعدن، وشبوة، والبيضاء، ولحج، وحضرموت. وكانت واشنطن أعلنت قبل أيام أنها عازمة على إنهاء وجود «داعش» و «القاعدة» في اليمن، والقضاء على الجماعات المتطرفة في هذا البلد بالتعاون مع الحكومة الشرعية ودول التحالف العربي الداعمة لها. إلى ذلك، تعرضت مواقع عدة للانقلابيين الحوثيين في العاصمة صنعاء والمناطق التي تحت سيطرتهم لعشرات الغارات من طائرات التحالف العربي، بعد ساعات قليلة على اعتراض الدفاع الجوي السعودي صاروخاً باليستياً أطلقه الحوثيون باتجاه العاصمة السعودية الرياض ليل أول من أمس (السبت). واستهدفت غارات التحالف تجمعات للميليشيات ومواقع يتمركز عناصرها فيها، خصوصاً في جبهة نهم شرق العاصمة صنعاء، وأكدت مصادر عسكرية في الجيش الوطني ل «الحياة» أن الانقلابيين تكبدوا في معارك الأيام الثلاثة الأخيرة خسائر كبيرة، إضافة إلى سقوط حوالى عشرين من قادتهم الميدانيين، بينهم مقربون من زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي. وكان نائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر، الموجود في محافظة مأرب للإشراف المباشر على سير العمليات العسكرية، أكد في تصريحات صحافية أمس أن الجيش الوطني لن يتوقف حتى تتم استعادة العاصمة صنعاء وإسقاط الانقلاب الحوثي بالحسم العسكري بفضل معنويات وانتصارات الجيش الوطني والدعم الكبير لدول التحالف العربي بقيادة السعودية.