استعادت قوات الشرعية اليمنية أمس معسكراً في عدن (جنوب) بعدما أفشلت بدعمٍ من التحالف العربي هجوماً شنَّه مسلحون متطرفون، فيما جرى إغلاقٌ احترازي للمطار في المحافظة. وأعلن قائد قاعدة الصولبان، العميد ناصر السريع، تمكُّن قوات الجيش الوطني والأمن من استعادة السيطرة على القاعدة بعد صدِّ المتطرفين الذين قُتِلَ عددٌ كبيرٌ منهم. وعلى الأقل؛ قُتِلَ 16 شخصاً بينهم 10 جنود «خلال هجومٍ بسيارتين مفخختين استهدف القاعدة العسكرية فجراً» و«أثناء المعارك التي تلت ذلك»، بحسب إحصاءٍ لوكالة الأنباء الفرنسية. فيما قدَّمت وكالة «رويترز» للأنباء حصيلةً مختلفةً نقلاً عن مصادر أمنية قدَّرت عدد القتلى ب 6 من الجنود ونحو 20 من المتطرفين. وذكرت مصادر «رويترز» أن انتحاريَّين فجّرا سيارتيهما أمام قاعدة الصولبان الواقعة في حي خور مكسر والقريبة من المطار الدولي؛ وأن مسلحين على صلة بالتفجيرين اقتحموا القاعدة واحتلوا عدداً من مبانيها قبل أن يُقتلوا بعد 4 ساعاتٍ من الاشتباكات. وطبقاً للوكالة الفرنسية؛ احتل 20 من المتطرفين المبنى الرئيس للقاعدة لفترةٍ وجيزة. وأوردت «الفرنسية»، نقلاً عن مصادر أمنية، أن بعض المهاجِمين فرّوا لاحقاً فيما قُتِلَ 6 منهم، أما عدد الضحايا بين الجنود فبلغ 10 قتلى. ولم يصدُر أي إعلان مسؤوليةٍ عن العملية الإرهابية، لكن تنظيم «داعش» نفَّذ في وقتٍ سابقٍ هجوماً مماثلاً في مدينة المكلا الساحلية (شرق). وأفاد العميد ناصر السريع بأن قوات التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية ساعدت في استعادة السيطرة على الصولبان. وحلَّقت مروحيات «أباتشي» هجومية تابعة للتحالف فوق المعسكر. وبحسب مصادر عسكرية؛ فإن اشتباكاتٍ بقاذفات الصواريخ والأسلحة الخفيفة اندلعت حول المبنى الذي يضم مكتب قيادة المعسكر. وارتدى المهاجِمون المتطرفون، وفقاً لما قالت الوكالة الفرنسية، بزَّاتٍ عسكرية، وفجَّروا سيارةً مفخخةً عند مدخل القاعدة ما فتح الطريق لآلية ثانية اقتحمت الموقع وانفجرت في داخله. ونقلت «الفرنسية» عن مصدرٍ في أجهزة الأمن أن 10 عسكريين على الأقل قُتِلوا. وكانت حصيلة سابقة للوكالة نفسها تحدثت عن مقتل 7 عسكريين في صفوف القوات الحكومية. بدورهم؛ لاحظ شهود نقل تعزيزاتٍ عسكريةٍ حكوميةٍ إلى القاعدة وتطويق قوات الأمن لحي خور مكسر. وأبان الشهود أن المدخلين الشمالي والشرقي لعدن، اللذين يؤديان إلى الحي، أُغلِقَا أمام حركة السير. وتزامن الهجوم مع أول أيام عيد الفطر. وشدد رئيس الحكومة الشرعية، أحمد بن دغر، أثناء زيارته عدن على عدم السماح «للمخربين بالتعرض لأمن السكان وعرقلة عمل الحكومة». وتسيطر قوات الشرعية على العاصمة المؤقتة عدن منذ عام بعد طردها الحوثيين، لكنها تخوض مواجهةً أمنية مع المتطرفين الذين يُعتقَد في انتمائهم إلى تنظيمي «القاعدة» و»داعش» الإرهابيَّين. في سياقٍ متصل؛ نقل موقع «المشهد اليمني» الإخباري عن مصدرٍ في عدن أن السلطات أغلقت في وقتٍ مبكرٍ من صباح الأربعاء المطار الدولي بسبب المعارك في الصولبان. وشرحَ المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه «إثر الهجوم الإرهابي؛ تم إغلاق المطار منذ صباح الأربعاء وإلغاء الرحلة التي كان مقرراً لها أن تتجه ظهراً إلى الأردن». وأوضح «تعليق الرحلات الجوية سيستمر إلى أجل غير مسمى»، مشيراً إلى تأثُّر بعض ملحقات المطار بشكلٍ طفيفٍ جراء التفجيرين اللذين وقعا في محيطه. وخلال اتصالٍ هاتفي مع قائد المنطقة العسكرية الرابعة؛ وقف الرئيس، عبدربه منصور هادي، على تداعيات الهجوم الإرهابي، ووصفه بالغادر والجبان. وأكد الرئيس للواء الركن أحمد سيف اليافعي أن «تلك الأعمال الشيطانية التي تقوم بها قوى الشر والظلام بين حينٍ وآخر تجاه العُزَّل والأبرياء في مناطق متفرقة ليست إلا محاولات يائسة وبائسة يريد من يقف خلفها فقط خلط الأوراق بإراقة الدماء المعصومة خدمةً للشيطان وأزلامه وأتباعه من القوى الباغية». وأبدى هادي، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، ثقته في أن «تلك الأعمال الدنيئة لن تنال من عزيمة وثبات» مواطنيه. ولاحظ أن قوى الشر تظهَرُ بأشكالٍ وأوجه متلونة «بغية شرخ الصف الوطني والنسيج الاجتماعي بأعمالها الدنيئة»، في إشارةٍ منه إلى ارتباطٍ بين عمليات الحوثيين وعمليات تنظيمي «القاعدة» و»داعش». وتعهد هادي بأن تطال يد العدالة مدبري ومرتكبي تلك الأعمال. فيما أبلغَ اللواء اليافعي الرئيس بأن «عدن حصينة ومنيعة بتكاتف جميع أبنائها لمواجهة مختلف الحوادث العارضة؛ وستنتصر دوماً على قوى الشر والظلام». على جبهةٍ أخرى؛ أفاد «المشهد اليمني» بانسحاب مقاتلي الحوثيين من مقر لواءٍ عسكري في محافظة تعز (غرب) بعدما احتلوه لساعات قبل أن تشن قوات الشرعية مدعومةً بالتحالف العربي هجوماً معاكساً. يأتي ذلك فيما لفت مصدرٌ عسكري في محافظة الجوف شماليَّ اليمن إلى تصدي الجيش الوطني لهجومٍ حوثيّ مكثَّف في منطقة خب الشعف القريبة من جبال صبرين. و»هو الهجوم الحوثي الرابع على ذات الموقع في أقل من 48 ساعة»، بحسب موقع «المصدر أونلاين» اليمني الذي لفت إلى إحباط الهجمات الأربع. ونقل الموقع عن المصدر أن المقاتلين الموالين للشرعية من منتسبي «لواء النصر» مسنودين بأفراد المقاومة صدَّوا الهجوم الحوثي على موقع المهابيب جنوبي الشعف فجر أول أيام عيد الفطر. ونتج عن المواجهات مقتل وجرح عددٍ من الحوثيين لم يُعرَف عددهم بعد.