أعلنت قيادة قوات التحالف العربي والشرعية في اليمن مساء أمس انتهاء معارك مأرب بهزيمة ماحقة لقوات التمرد الحوثي - الصالحي في معركة صرواح، واستسلام العديد منها لقوات التحالف والجيش الوطني والمقاومة الشعبية، فيما تبنى تنظيم داعش الإرهابي تفجيرات بالصواريخ والمفخخات في عدن استشهد خلالها 15 جنديا، اضافة لتفجير مسجد في صنعاء راح ضحيته سبعة مصلين. وفيما أعلن قائد القوات المشتركة في محافظة مأرب اللواء الإماراتي علي الكعبي أن محافظة مأرب أمست محررة، فيما استسلمت قوات كبيرة من المتمردين مقابل نجاتهم من قصف التحالف، في نهاية معارك ضارية شهدتها منطقة صرواح انتهت بخسائر محدودة في جانب قوات التحالف والشرعية، أفاد مركز سبأ الإعلامي المقرب من المقاومة الشعبية بمحافظة مأرب بأن قوة عسكرية برية، ضخمة سعودية وإماراتية، عبرت منفذ الوديعة البري بين اليمن والمملكة أمس في طريقها الى مأرب للمشاركة في تحرير صنعاء، تضم دبابات ومدرعات وكاسحات ألغام وعربات مدرعة واسلحة متطورة ومختلفة. وفي وقت سابق، أعلن نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء خالد بحاح أن التحقيقات تفيد بأن الهجمات التي هزت عدن صباح أمس تشير الى أنها تمت بسيارات مفخخة. وكانت المصادر اليمنية تحدثت عن "هجوم بالصواريخ" استهدف عند الساعة 6.30 مقر الحكومة في "فندق القصر" واستشهد خلاله 15 جنديا من القوات اليمنية وقوات التحالف، ونجا من الهجوم أعضاء الحكومة اليمنية. وقال مصدر عسكري يمني بشأن استهداف مقر الحكومة، إن اثنين من الانتحاريين كانا يقودان مركبتين عسكريتين. وقال سالم اليزيدي المقاتل في صفوف المقاومة لرويترز "كانت هناك حفرة كبيرة في الأرض وما بدا أنها أطراف المفجر حولها". وأكد بحاح أنه وجميع أفراد إدارته باقون في مدينة عدن ولن يغادروها، مؤكداً أنه سليم ولم يصب أي منهم بأذى. وقال "لن تخفينا أي هجمات صاروخية أو خلافه.. مستمرون في مسيرتنا ولن نتخلى عن الناس ولن نخذلهم". ودعا بحاح كافة أهالي عدن إلى التكاتف، مؤكداً أن أي محاولة لزعزعة الأمن في المدينة هدفه إفشال الحكومة وإسقاط المدينة في أتون الفوضى. وتبنى تنظيم داعش تفجيرات عدن الانتحارية التي هزت العاصمة اليمنية المؤقتة صباح أمس، وعرض التنظيم صورا للانتحاريين. وكان شهود العيان أوضحوا أن انفجارات هزت الفندق بدأت باقتحام سيارة مفخخة لسور الفندق من الناحية الغربية واتجهت نحو مبنى الفندق في وقت تزامن مع إطلاق صاروخين. وأوضحت المصادر أن الغاية من إطلاق الصاروخين كانت ربما تشتيت انتباه رجال الحراسة، ما سمح للسيارة المفخخة بالتوغل بعض الشيء ومن ثم الانفجار، وبعد حدوثه مباشرة تم إغلاق المبنى، ونُقل المسؤولون والوزراء الذين كانوا متواجدين فيه إلى أماكن آمنة. كما استهدف انفجار آخر منزل الشيخ صالح العولقي، الذي كان مسكنا لبعض العناصر من القوات الإماراتية ورجال الهلال الأحمر الإماراتي، وقد دمر المنزل بصورة كاملة جراء استهدافه بسيارة مفخخة أدى انفجارها إلى وقوع شهداء وجرحى. وانفجرت سيارة مفخخة أخرى عند بوابة معسكر القوات الإماراتية بالقرب من منطقة البريقة، فيما لم تستطع التوغل إلى الداخل بعد أن تم إطلاق النار عليها من قبل الحراس، إذ قام سائقها بتفجيرها ما أسفر عن استشهاد عدد من رجال الحراسة الذين كانوا يتواجدون خارج المبنى. وتشير مصادر يمنية الى أن التحالف السابق بين المخلوع صالح وتنظيم القاعدة الذي يجدد ذاته حاليا بتنظيم داعش في اليمن، لا يزال قائما، ما يعني أن الهجمات يرجح أنها تمت بالتنسيق بين الطرفين الإجراميين. وأعلنت قيادة التحالف العربي في اليمن عن استشهاد جندي سعودي في هجوم عدن، بينما أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية عن استشهاد 4 من جنودها وإصابة عدد آخر بإصابات مختلفة في عدن ضمن المشاركين في قوات التحالف. ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية عن "مصادر مطلعة وشهود عيان" قولهم إن "عمليات الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح الإجرامية التي استهدفت مقر الحكومة اليمنية وعددا من المقار العسكرية أدت إلى استشهاد 15 من قوات التحالف العربي والمقاومة اليمنية". ومساء أمس، أفاد مصدر طبي يمني بمقتل سبعة أشخاص في تفجير انتحاري استهدف مسجد النور في حي النهضة جنوب غربي صنعاء، وتبناه داعش. وأعلن التنظيم الإرهابي أن منفذ الهجوم هو أبو بكر العماني. إلى ذلك، بدأت قوات التحالف العربي بإعادة تأهيل قاعدة العند العسكرية بعد تطهيرها من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، لتكون مركزا لإدارة العمليات العسكرية الرامية إلى تطهير باقي المحافظات اليمنية. ويرى الخبراء أن تأهيل قاعدة العند هي الخطوة الأولى لمساعدة الجيش اليمني على فرض النظام والقانون اللذين دمرتهما ميليشيات انتهجت القتل والخراب طريقا لقتل المواطن، بحجج ومسميات لا تمت للواقع بصلة. وتكتسب قاعدة العند أهمية استراتيجية من الناحيتين العسكرية والجغرافية، لاسيما لجهة تأمين مضيق باب المندب القريب منها. كما تخطط قوات التحالف إلى إعادة تأهيل مطار العند. وتخطط القوات الموالية لهادي للانطلاق نحو ميناء "المخا" الإستراتيجي الذي يتبع إدارياً محافظة تعز جنوب غربي اليمن، ومن ثم التوجه في مرحلة لاحقة نحو مدينة الحديدة شمال المخا. إلى ذلك، قالت مصادر مطلعة في صنعاء: إن وفداً مما يسمى باللجنة الثورية العليا التابعة للانقلابيين الحوثيين يزور حاليا العاصمة الإيرانية طهران، للحصول على دعم متنوع أبرزه شحنات أسلحة. وأشارت المصادر إلى أن الوفد يضم عدداً من القيادات الحوثية برئاسة نائب رئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا نايف القانص. وأوضحت المصادر أن الوفد سينقل إلى المسؤولين الإيرانيين طلبا عاجلا من زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي، للحصول على شحنات إضافية من الأسلحة المتنوعة وذلك بعد تلقي الانقلابيين ضربات موجعة وجهها لهم التحالف في أكثر من جبهة.