كشف وكيل وزارة الثقافة والإعلام لشؤون التلفزيون والمتحدث الرسمي للوزارة عبدالرحمن الهزاع عن خطة للاستغناء عن جميع الشركات المشغلة في التلفزيون السعودي، مشدداً على أن الوزارة بدأت تنفيذ هذه الخطة ولن تتراجع عنها، وقال الهزاع في حوار ل«الحياة»: «لابد أن نتطور وإلا سنهجر من المشاهدين»مؤكداً أن المنافسة باتت شديدة جداً في قطاع الإعلام التلفزيوني. وزير الإعلام الأسبق، قال تحت قبة مجلس الشورى لدينا موظفون في الوزارة ولا يوجد إعلاميون، هل ما زال الوضع كما هو؟ - لا.. الوضع اختلف تماماً لن أقول 100 في المئة، ولكن اختلف بمرور السنين ومع وجود البرامج التدريبية ومع دخول تقنية حديثة في التلفزيون، وحقيقة لدينا شباب سعوديون يرفعون الرأس في كل التخصصات، وهناك عديد منهم يحمل مؤهلات علمية فنية في مجال الإعلام ولديهم خبرات عالية جداً، فالكلام إذا كان مقبولاً جزئياً في ذلك الوقت فهو الآن غير مقبول، فنسبة الإعلاميين السعوديين في الوزارة تصل إلى 70 في المئة. هناك لائحة لابتعاث الصحافيين صدرت قبل سنوات طويلة واختفت في أروقة الوزارة، من المسؤول عن تعطيل مشروع الابتعاث؟ - لا أستطيع أن أؤكد لك وجود هذه اللائحة من عدمه، ولكن لا أذكر أنني اطلعت عليها، فأنا شخصياً أؤيد فتح باب الابتعاث للصحافيين بالتنسيق مع هيئة الصحافيين تحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام ومن شأنها تطوير الصحافيين وتدريبهم ويجب أن يكون هناك تنسيق مسبق، وأعتقد أن وزارة الثقافة والإعلام لن تتقاعس في هذا الأمر سواء تحمل كلفة أو الإشراف على ابتعاث أي محرر يأتي بتزكية من هيئه الصحافيين بصرف النظر عن المطبوعة التي يتبعها، وقد نخرج من هذه اللائحة بصحافيين مؤهلين يخدمون قطاع الصحافة والإعلام. ذكرتم سابقاً أن الوزارة استقطبت إعلاميين محترفين متخصصين، من أين أتيتم بهم في ظل ضعف مخرجات أقسام الإعلام في الجامعات السعودية؟ هل تقصد من خارج المملكة؟ - لدينا شركات أسند إليها تنفيذ بعض البرامج التطويرية بالتلفزيون، ومن ضمن الشروط الاستعانة بخبرات إعلامية من السعودية يعملون في وسائل أخرى داخل المملكة، وقد قطعنا مرحلة لا بأس بها في الوزارة، فبعد أن كنا نتحدث عن خمس قنوات، اليوم تضاعف العدد إلى عشر، ومن خلال تجربتي الأكاديمية، يمكن القول إن هناك حلقة مفقودة بين الجامعات والقطاعات الإعلامية، والطلاب لا يستفيدون شيئاً من مقاعد الدرس فكلها نظريات على ورق، لذلك نحتاج إلى تضييق تلك الهوة في كل الجامعات. هناك من يعتقد أن المرأة مظلومة في وزارة الإعلام... ما تعليقك؟ - بالعكس توجد لدينا كوادر نسائية في الإعداد والتقديم وإدارة برامج الطفل وبرامج الأسرة، وقناة أجيال في جدة مسؤولة عنها امرأة، هناك كفاءات وقدرات جيدة، وتستطيع أن تحكم عليهن من خلال متابعة الشاشة، أعتقد أن المرأة لها نصيب وافر في وزارة الثقافة والإعلام ولم تتعرض لأي تقليل من شأنها بل استفدنا من خبراتها، والبعض منهن بلغت سنوات خبرتهن إلى 15 سنة، ونحن حريصون على ألا نفرط في أي كفاءة قادرة على أن تؤدي العمل سواءً كانت امرأة أو رجلاً. ما رأي وزارة الإعلام في التقارير الدولية التي تتحدث عن ضيق مساحة الحرية في الإعلام السعودي؟ - سأستشهد بالزميل تركي السديري رئيس تحرير صحيفة «الرياض»، إذ أجاب على هذا السؤال قائلاً: «الصحف الأخرى عندما يقرأون صحفنا يتمنون أن تكون لديهم نفس الشفافية اللي نتمتع بها»، وفي الحقيقة إن الشفافية ارتفعت لدينا خلال السنوات الأخيرة بنسبة كبيرة جداً، والقارئ الإلكتروني وضعنا أمام تحدٍ وخيار لا نملك الانفلات منه، فإما أن نتطور وإما أن نهجر، أضف إلى ذلك أن مواقع التواصل الاجتماعي «اليوتيوب» و«الفيسبوك» و«تويتر» تلوح بأنها تستطيع أن تعرض ما يحتاجه المشاهد من صور وأحداث وأخبار بشكل سريع جداً، لذلك فالتحدي كبير والمستقبل يحتم علينا المنافسة وينبغي أن نكون مستعدين لها. استحدثت الوزارة أخيراً إدارة جديدة للإعلام الإلكتروني، هل يعني هذا تبعية الصحف الإلكترونية لكم وخلق هاجس الرقيب للعاملين فيها؟ - هذه الإدارة باشرت عملها منذ زمن، وهي معنية بالتواصل مع ما يخص النشر الإلكتروني وترخص لمزاولة هذه الأنشطة وتتواصل مع جميع من مارَس هذا النشاط وتجيب عن التساؤلات، والآن تم الترخيص لأكثر من 200 صحيفة إلكترونية وهذا العدد مشجع جداً، ويجب أن يعلم الجميع أن الوزارة ليست مسؤولة عمّا ينشر في هذه الصحف، بمعنى أننا لا نتفق على كل ما ينشر في تلك الصحف، وفي الحقيقة هناك شكاوى على بعضها ونحن من منطلق دورنا التنظيمي نحقق في تلك القضايا، ولا نسعى لأن نكون رقيباً من باب الرقابة، بل نأمل أن ترتقي هذه الصحف بمستوى العمل الإعلامي في إطار المنافسة الصحية في جلب الأخبار والتحقيقات والتقارير التي تهم المواطن وتطرح قضاياه.