في مبادرة تكريمية للسينمائي السوري عمر أميرالاي الذي رحل أخيراً عن 67 عاماً، أصدرت الدار العربية للعلوم - ناشرون كتاباً بعنوان «عمر أميرالاي عاش محباً... ورحل محبوباً» من إعداد فؤاد مطر. وضمّ الكتاب في الفصل الأول وقائع رحيل المخرج كما أوردتها وكالات الأنباء والصحف العربية والأجنبية، وتعليقات لوزير الثقافة السورية رياض عصمت والمخرجة مية الرحبي والروائي خالد خليفة والكاتبة والسيناريست كوليت بهنا. أما الفصل الثاني وعنوانه «عين وعدسة وبصمة إنسانية» فضم المقالات التي كتبت عنه وهي لنقاد وكتّاب عرب منهم: عباس بيضون، عصمت أميرالاي، عماد شبارو، بشار شبارو، امتثال جويدي، هالة محمد، عمر صبري كتمتو، طريف يوسف آغا، محمد الحجيري، بيار أبي صعب، رياض معسعس، حازم صاغية، إلياس خوري، زياد عبدالله، نديم جرجورة، حسين سليمان، رفيق شامي، محمد منصور، حنان قصاب حسن، ديما ونّوس، خالد صاغية، نبيل المالح، يوسف عبدلكي، قيس الزبيدي، صبحي حديدي، هيثم حقي، إحسان عنتابي، يزن الأشقر، يارا بدر، محمد رضا، فجر يعقوب، رستم محمود، ميشيل كيلو، المثنى الشيخ عطية، محمد سويد، ورد كاسوحة، سوسن الأبطح، محمد عبدالعزيز، جوني عبو، رندة الرهونجي، محمد حجازي، رامي فرح، رنا زيد، طلال ديركي. والفصل الأخير «حوارات في الداخل والخارج مع عمر أميرالاي»، أجراها: محمد علي الأتاسي، ريما المسمار، بسام محمد إسماعيل، أبي حسن، سميرة عوض. وكتب فؤاد مطر في تقديمه: «كان التفاؤل بالخير على أمل أن نجده هو ثاني الجامع المشترك بين عمر أميرالاي كرمز من رموز السينما الشبيه نُطقها بمعاني سينما شارلي شابلن الصامتة، وبيني كصاحب قلم يكابد منذ الستينات منتظراً لحظة التغيير مثل انتظار مسافر في محطة لا يدري ما إذا كان هنالك قطار. لكن مع ذلك فهو ينتظر وأُذناه في حالة الترقب لسماع صفّارة هذا القطار. وكانت لا تنقضي جلسة نقاش وتبادُل أفكار بيننا إلا ويخرج كل منا أكثر إيماناً بأن الساعة آتية لا ريب فيها وأنها ليست بالضرورة ساعة انصراف المرء من دنياه الى الآخرة، وإنما هي ساعة مكافأة الشعب الصابر على صبره. هو كثوري يستعجل تلك الساعة وأنا ككاتب منحه الله سبحانه وتعالى نعمة هدوء النفس لتهدئة القلم وبالتالي صياغة المفردات بما يحنن القلوب ولا يجنِّنها ويختصر مساحات التباعد كي لا تجتاح البغضاء النفوس. وفي ظل جنون البغضاء يحلل المرء العربي قتْل أخيه وغزو داره وإزهاق روحه وتيتيم نسله وترميل أم بنيه وبناته. أحياناً نلتقي في منتصف الطريق، أي شيء من أفكاره الثورية وشيء من عبارات التهدئة أرسم بها على جدار المشهد العربي ما أراه وما أتمناه، ويكون هذا المزيج حالة توافُق يا ليت الذين في قمة السلطة يعتمدونها أسلوب قيادة. وكان عمر أميرالاي وُلد في دمشق عام 1944. درس الفن المسرحي في «مسرح الأمم» في باريس عامي 1966 - 1967، ثم انتقل الى دراسة السينما في معهد IDHEC، ومنه التحق بالمعهد العالي للدراسات السينمائية في باريس، لكنه انقطع عن الدراسة بسبب أحداث الطلبة عام 1968. أنجز أميرالاي أول أفلامه بعنوان «محاولة عن سدّ الفرات» عام 1970، ليحقق بعد ذلك أفلاماً عدة، من بينها: الحياة اليومية في قرية سورية (1974)، الدجاج (1977)، عن ثورة (1978)، مصائب قوم (1981)، رائحة الجنة (1982)، الحب الموؤود (1983)، فيديو على الرمال (1984)، العدو الحميم (1986)، سيدة شيبام (1988)، شرقي عدن (1988)، الى جناب السيدة رئيسة الوزراء بناظير بوتو (1990)، نور وظلال (1994)، المدرّس (1995)، في يوم من أيام العنف العادي، مات صديقي ميشيل سورا... (1996)، هنالك أشياء كثيرة كان يمكن أن يتحدث عنها المرء (1997)، طَبَق السردين (1997)، الرجل ذو النعل الذهبي (1999)، الطوفان (2003). حل عمر أميرالاي ضيفاً على مهرجانات عربية وعالمية عدة، وفاز بجوائز عالمية كثيرة.