طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – ساجل الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد منافسه مهدي كروبي المرشح الإصلاحي للانتخابات الرئاسية المقررة في 12 الشهر الجاري، حول الفساد والوضع الاقتصادي والمعيشي في البلاد، فيما دعا الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني الى «محاسبة» احمدي نجاد الذي اتهمه وعائلته بالإثراء غير المشروع، كما هددت زهرة رهنورد زوجة المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي، برفع دعوى ضد الرئيس الإيراني، لتشكيكه في صحة شهادة دكتوراه تحملها. وأبرز احمدي نجاد في مناظرة تلفزيونية جمعته مع كروبي مساء السبت الماضي، سلسلة من الاحصاءات الرسمية ومجموعة من الرسوم البيانية، ليثبت ان إنجازات حكومته تفوق تلك التي حققتها الحكومات السابقة. وقال ان أرقام المصرف المركزي تشير الى ان الناتج المحلي الإجمالي نما بنسبة 6.25 في المئة سنوياً، على رغم العقوبات الدولية المفروضة على إيران، مقارنة بنسبة 5.61 في المئة خلال عهد الرئيس السابق محمد خاتمي. وأضاف ان نسبة التضخم تبلغ 16.55 في المئة، أي اقل من تلك المسجلة خلال الحكومات السابقة. وعرض الرئيس الإيراني رسماً بيانياً يشير الى تراجع مستمر في نسبة البطالة منذ توليه الرئاسة العام 2005، لتبلغ حالياً نحو 9 في المئة. ورد كروبي وهو رئيس سابق لمجلس الشورى (البرلمان): «أنا اعمل في البرلمان منذ 16 سنة، وكل الأرقام التي أشرت إليها تتناقض مع تلك التي اطلعت عليها خلال السنوات الماضية». وأضاف مخاطباً احمدي نجاد: «كل أرقام الخبراء تعارض ما تقدمونه. التضخم أكبر بكثير مما تقولون، والبطالة تفاقمت». وزاد ان «الشرط الأول لأي حكومة يكمن في صدقها، والقاعدة الأولى هي في الإحجام عن الكذب». لكن احمدي نجاد اتهم كروبي بانه «حصل على معلومات خاطئة»، معتبراً أن الأرقام التي أبرزها تشكل «دليلاً مضاداً لأصدقائك الإصلاحيين». وبعد ساعات على المناظرة بين احمدي نجاد وكروبي، أعلن المصرف المركزي الإيراني تراجع نسبة التضخم بالقياس السنوي في المناطق الحضرية 0.9 نقطة خلال شهر «اورديبهشت» الإيراني (من 21 نيسان/أبريل الى 21 أيار/مايو)، مقارنة بالشهر الذي سبقه لتبلغ 23.6 في المئة. وأوضح المصرف ان نسبة التضخم بلغت في أيلول (سبتمبر) الماضي مستوى قياسياً هو 29.5 في المئة. كما تحدث وزير العمل محمد جهرومي في نيسان الماضي، عن نسبة بطالة بلغت 12.5 في المئة لفترة الشتاء. ويشير محللون الى ان النسبة ارفع بكثير. وهاجم كروبي منافسه في موضوع «الفساد المالي»، لافتاً الى قضية فقدان أموال حين كان احمدي نجاد رئيساً لبلدية طهران (2003-2005). ورد الرئيس الإيراني قائلاً: «لا تملك أي دليل على اختلاس أموال»، ثم اتهمه بالحصول حين كان رئيساً للبرلمان على أموال من رجل الأعمال شهرام جزائري الذي سُجن لاحقاً. كما سأله: «كيف اشتريت منزلك»، ما اربك المرشح الإصلاحي. وشدد احمدي نجاد على نزاهته ونزاهة عائلته، داعياً كروبي الذي يملك صحيفة واسعة الانتشار الى «نشر كل ما يمكن أن يجده حول ثروته (احمدي نجاد)». وفيما كان احمدي نجاد وكروبي يتناظران، كان مؤيدوهما يشتبكون في ساحة سارف شمال غربي طهران مساء السبت، ويشعلون عدداً من السيارات. وكان آلاف من مناصري احمدي نجاد وموسوي اشتبكوا في العاصمة مساء الجمعة. في غضون ذلك، دعا رئيس «مجلس خبراء القيادة» هاشمي رفسنجاني «كل المرشحين الى الامتناع عن اتخاذ قرارات متهورة أو متسرعة، قد تحرّض على العنف أو الفوضى قبل الانتخابات». ورداً على الاتهامات التي وجهها احمدي نجاد إليه والى أبنائه باستغلال نفوذهم للإثراء على حساب المال العام، قال رفسنجاني ان «الرئيس انتهك بوضوح قسم اليمين الذي أداه، ويجب محاسبته». وأضاف انه لن يتخذ أي إجراء قضائي ضد احمدي نجاد، قبل الانتخابات. كما قالت زهرة رهنورد زوجة موسوي: «على احمدي نجاد ان يعتذر الى الأمة الإيرانية ولي شخصياً ولزوجي، لأنه انتهك حياتنا الشخصية». وأضافت انه إذا لم يفعل، فسترفع شكوى ضده خلال 24 ساعة. في الإطار ذاته، طالب المدعي العام الإيراني قربان علي دوري نجفابادي المرشحين ب «تجنب اللجوء إلى اتهامات زائفة وانتهاك الخصوصية في ما بينهم»، محذراً من أن توجيه اتهامات من دون أدلة، «مخالف للقانون». ومع احتدام المنافسة بين المرشحين، وجّه حوالى 800 فنان ومخرج ايراني نداءً للاقتراع لمصلحة موسوي. وأوردت صحيفة «انديشي نو» (الفكر الجديد)، ان هذه اللائحة التي نشرتها لجنة الفنانين في حملة المرشح الإصلاحي، تتضمن خصوصاً أسماء مخرجين معروفين في الخارج مثل بهمان فرمانارا ومحسن مخلباف وداريوش مهرجوي ومجيد مجيدي، إضافة الى الفنانين عزة الله انتظامي وهدية طهراني وداود رشيدي وفاطمة معتمد اريا، وكلهم معروفون في إيران. من جهة أخرى، أعلن رئيس القضاء في محافظة سيستان - بلوشستان، القبض على 150 شخصاً على خلفية الاضطرابات الاخيرة في زاهدان عاصمة المحافظة، أُفرج عن مئة منهم بعد التحقيق معهم، فيما سُلّم الآخرون الى القضاء. في القدسالمحتلة، اعتبرت «اللجنة الإسرائيلية للطاقة النووية» ان التقرير الأخير الذي أصدرته «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» حول البرنامجين النوويين لإيران وسورية، «يثبت ان المجتمع الدولي واسرائيل لا يمكنهما الوثوق بالوكالة الذرية في موضوع ايران». وأضافت ان تقرير الوكالة «يعزز الشكوك في ان سورية تحاول اخفاء الادلة على نشاطاتها النووية السرية». لكن التلفزيون الإيراني الرسمي رفض منح رفسنجاني فرصة الرد على احمدي نجاد، في مناظرة مباشرة. وقال مدير التلفزيون عزة الله زارغمي: «في شكل رسمي، لا يمكن تلبية هذا الطلب قبل موعد الانتخابات الرئاسية».