عاش السعودي سعود السعير طفولته كفيفاً، يفتقد رؤية الأشياء بوضوح أسوة بأقرانه، إذ لا يميز سوى بين الضوء والظلام، لكن معاناته تحدث عنها شعراً، وكتب فيها قصائد عدة. السعير لم يتوقف طموحه في مجال تعليمه، ودرس وتعلم، حتى أصبح الآن مبتعثاً في برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي في ولاية كاليفورنيا في أميركا، يدرس في تخصص تطوير المدن. يقول الشاعر أو المبتعث سعد السعير: «ولدت وأعاني من ضعف شديد في النظر، ومع مرور الوقت، كنت أفقد بصري بشكل مستمر، حتى أصبحت لا أميز سوى الضوء عن الظلام، والأشياء القريبة مني جداً في النهار»، مشيراً إلى أنه كانت لديه محاولات شعرية عدة في صغره، ولكن بدايته الحقيقية كانت عندما بلغ سن ال17 من عمره. ويضيف: «منذ صغري وأنا أتابع الشعر، وكنت حريصاً على الحصول على الدواوين المسموعة، وتأثرت بجمال الكلمة والصور الشعرية التي تلامس أحاسيسي، لكنني حاولت جاهداً أن أجد من يكتب عن معاناتي ككفيف فلم أجد، فكنت اكتب معاناتي وأترجم ما أمر به من تجارب حياتية في لحظات السعادة أو الحزن»، لافتاً إلى أنه كتب العديد من القصائد التي تحكي معاناته مثل «غربة كفيف». ويذكر السعير أنه يتواصل مع الشعر الشعبي في أميركا عن طريق أصدقائه المبتعثين السعوديين المتابعين للساحة الشعرية عن طريق الإنترنت، إذ يطلعونه على ما هو جديد فيها، مؤكداً أنه حتى الآن لم يكتب بالإنكليزية، ويتابع: «ما أتمناه من الشعر أن أثبت ولو لنفسي أنني قادر على الكتابة من غير قلم، وأريد أن أبرهن لكل من هو كفيف بأنه قادر على مجاراة الإنسان السليم أو حتى تجاوزه»، مشيراً إلى أن الشاعر الذي تأثر به هو الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن. وعن كيف يمكنه الكتابة عن أشياء لا يراها قال: «الأحاسيس لا يمكن أن ترى، لكن باستطاعتنا ترجمتها». من أشعاره أسأل عيوني كيف أعمى وأشوف الطيف أثره حبيبي ضيف بخت الهوى بحضور *** كان الوفا برج الأمل في صروحك وكنت لعيوني نور لدروب عميان يمكن كفيف وماني قادر أشوفك لك صورة في القلب للحب عنوان