أكّد مدير إدارة التدريب في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور عبدالله الصقهان، أن قابلية المجتمع السعودي في النظر إلى مفهوم الحوار والوسطية أصبحت أفضل من السابق، وأن كثيراً من أفراده لديهم القابلية الكاملة للتغير والسماع لمفهوم «الوسطية والاعتدال»، وقد كانت لديهم أفكار خاطئة عنه في السابق. وحول الصعوبات التي تواجه المركز في ترسيخ مفهوم الوسطية في المجتمع قال: «كما يعلم الجميع أن المركز لديه مهمة كبيرة أسندت إليه، وهي نشر ثقافة الحوار في المجتمع، وهي خطوة جليلة وجديدة عن السابق، ولم يسبق للمجتمع خوض هذه التجربة، وهذا يجعلنا نعمل وفق رؤية المركز، وما توصلنا إليه من نجاحات يعطينا مؤشراً على أن المجتمع السعودي يتقبل التطور والتنمية، ولديه قابلية لصعود سلم الحضارة ويعطيه أيضاً ثقة أكبر في الحوار، وكل ذلك يستخدم ويعمل بأيدي وأسماء وطنية، وهذا من الأشياء التي مكنت من نجاح البرنامج، أنه خرج من رحم المجتمع وثقافة المجتمع». وزاد«مستوى التقبل لمشروع الحوار والوسطية اختلف عن السابق، إذ كان مجتمعنا يموج بالاختلاف، ولكن من المهم أن العمل كان جيداً، وهناك كثير من الأشخاص الذين تم تغيير قناعاتهم السابقة عن المركز، فكان هناك من يأتينا بصورة سلبية، ويخرج بصورة أفضل ومغايرة عما كان لديه». ويعترف الصقهان بمهمة المركز الصعبة قائلاً: «المهمة لدينا صعبة نوعاً ما، لأنها تكمن في إزالة الثقافة السابقة، وأن نسكّن بدلها ثقافة جديدة، وهي ثقافة التسامح والحوار وتقبل الآخر، والتي كانت مرفوضة في السابق، ونحن لدينا برامج تختص في تعزيز مبدأ الوسطية في صفوف الشباب، واستهدفنا بها مجموعة من الشباب والشابات، وحققت نجاحات واسعة، وتم التأكيد لدينا على أن المجتمع لم يكن غائباً عن برامج الحوار والوسطية». وأضاف «مبدأ الوسطية في مفهوم بعض الناس كان سلبياً، والآن تغير الوضع، وما نركز عليه هو ألا يكون الشخص متناقضاً في شخصيته، وسطي من جهة، ومتطرف في جهة أخرى، ومجتمعنا السعودي الآن في تحول مستمر نحو التحضر، ونحن لم نعد نعيش في الزمن الغابر». وحول فئات المجتمع التي يركز المركز في التخاطب معها لإرساء مبدأ الوسطية قال الصقهان: « من دون شك، الشباب هم الثروة لأي مجتمع وهم كهول المجتمع مستقبلاً، وهم من سينقلون هذا المبدأ إلى الأجيال المقبلة، ونحن هنا في المركز نقوم بمناصفة المشاريع الفكرية على النساء والرجال من دون أي تفرقة أو تمييز، ونحن مؤمنون تماماً بأن الوسطية ليست قناعاً يُلبس، وإنما هي حقيقة يتم اكتسابها في سلوك الجميع». وعن الخطط المستقبلية التي ينوي مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني تنفيذها مستقبلاً قال: «هناك مشروع للاهتمام بالمُحاور السعودي خارج حدود الوطن، وتم إنشاء الحقائب الخاصة بذلك، وهي حقيبة المحاور العالمي، والتي تنص على كيفية محاورة من يتم الاختلاف معهم في الثقافة والطباع والتوجهات وغيرها». وأضاف الصقهان «سنركز خلال الفترة المقبلة على الاحتياج التدريبي في الأجهزة الحكومية، وذلك عن طريق إنشاء الحقائب وبناء المدربين داخل الأجهزة الحكومية، وأن نعمل على الوصول لجميع المواطنين في أنحاء مدن ومناطق المملكة المختلفة، إذ وصلنا حتى الآن لقرابة 42 مدينة، وأن نحقق ما يطمح إليه خادم الحرمين الشريفين في أن يكون الحوار سلوكاً ومسلّمة في الشخصية السعودية». يذكر أن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أعلن أخيراً إطلاق مشروع إيصال مهارات الحوار وثقافته والوسطية والتسامح إلى أكثر من ثمانية ملايين مواطن ومواطنة، من خلال حزمة برامج حوارية عدة.