علمت «الحياة» من مصادر مطلعة في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أن الأخير بدأ في التحضير لاستهداف نحو30 ألف إمام وخطيب تابعين لوزارة الشؤون الإسلامية لتدريبهم على تقنيات الحوار وأساليب التأثير والتعاطي مع المخاطَبين، وذلك بعد تحول كبير أحرزته دورات مماثلة في سلوك رجال الحسبة الذين قالت المصادر إنهم خضعوا لدورات مماثلة بالتعاون مع المركز. وقال المصدر الذي تحدث إلى «الحياة» عما تردد حول هذه الخطة «المساجد هي الخطوة المقبلة التي يأمل المركز الوصول لها كونها الركيزة الثالثة في ثقافة الحوار والوسطية وذلك بعد أن أتم المركز العديد من البرامج في إطار الأسرة والمدارس وهناك مساع للتواصل مع أئمة المساجد وخطبائها في هذا المجال، معتبراً أن دورهم كبير وفعال كونهم يحملون جميع أدوات الوسطية إضافة إلى التأصيل الشرعي». وأضاف: «نحن في طور توقيع مذكرة تفاهم بين المركز ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد قريباً، لافتاً إلى الدور الكبير للمساجد في المملكة في نشر هذه الثقافة وترسيخها كمبدأ في المجتمع، وتعزيز الوسطية والتسامح». وحول تدريب منسوبي رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في التعامل مع الآخرين أثناء عملهم الميداني، قال المصدر: «لدينا مذكرة تفاهم معهم وهناك دورات أعطيت لرجال الهيئة وتمثلت على شكل حقائب للحوار والتعامل والنقاش الهادف ومهارات الحياة وغيرها، ونفذنا برامج إعداد مدربين وأصبح هناك أكثر من 25 مدرباً معتمداً في الهيئة، ونستطيع أن نقول أن المشروع حقق نجاحه، ولدينا في المركز سعي كامل لجعل هناك عوامل توطين للتدريب في جميع الأجهزة الحكومية من دون استثناء». مضيفاً: «من خلال ما لمسناه مبدئياً فإن هناك تغيراً يحصل وهناك قناعات بدأت تتغير وتم ترسيخ التفاهم والحوار والوسطية لديهم». ويراهن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني على خلق وطن مترابط قوي يحمي الأمن الفكري ويبتعد عن الغلو والتشدد، ويتم الدخول من خلاله إلى عالم الارتقاء والتحضر، فعلى رغم من أن هناك مقاومة تجري أحياناً لرفض هذا المبدأ بسبب المعلومات الخاطئة في أذهان البعض إلا أنها طبيعية وبدأت تتلاشى بفضل الجهود المبذولة من المركز وشركائه في الجهات الحكومية الأخرى.