اختتم الرئيس السوداني عمر البشير زيارته لقطر أمس بعدما أجرى محادثات وصفت ب «المعمّقة» مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تناولت قضايا عدة في صدارتها الوضع في ليبيا وأزمة دارفور، ونوه بمواقف الدوحة الداعمة للسودان واستقبل قبيل مغادرته الوسيط الدولي في شأن دارفور جبريل باسولي. وقال أمير قطر عقب المحادثات مع البشير «إنه لا بد أن نسأل أنفسنا لماذا حدث التدخل الخارجي (في ليبيا)»، وعزا ذلك إلى «أن هناك شعباً خرج في مسيرة سلمية وبدأ يُقصف، وفي هذه الحالة لا بد أن يتدخل المجتمع الدولي نتيجة عجز الجامعة العربية». وأعرب الشيخ حمد في تصريح بثته قناة «الجزيرة» عن أمله في أن تقوم الجامعة العربية بدورها في ظل التغييرات في العالم العربي وبعد عجز دام أكثر من ثلاثين عاماً، مشدداً على أن الجامعة كانت قادرة على القيام بالدور الذي يقوم به الآن حلف «الناتو»، مشدداً على أن موضوع ليبيا هو موضوع إنساني لحماية المدنيين وبالتالي فالشعب الليبي هو الذي يقرر مصيره في المستقبل. ولم يخف البشير سعادته ب «الثوار» الليبيين في لقاء مع الجالية السودانية حضرته «الحياة»، لكنه عبّر عن «قلق شديد» من إمكان انتشار السلاح، وقال إن «ليبيا مخزن سلاح، والسلاح فيها أكثر من الاتحاد السوفياتي (سابقاً)، وهو عرضة أن يتسرب إلى السودان وغيره». وقال الرئيس السوداني إن نظام القذافي سلّح الحركات الدارفورية وإن الثوار شعروا أن السودانيين يقاتلون مع كتائب القذافي لكنهم بدأوا يتفهمون أن تلك مجموعة معزولة تدعمها ليبيا (نظام القذافي). وكشف أن عدداً منهم (السودانيين من حركات دارفور المؤيدين للقذافي) جرى أسره، وأن السودانيين في المواقع التي يسيطر عليها الثوار محل احترام. وحول قضية الدستور الدائم (بعد انفصال الجنوب) قال: «إننا محتاجون إلى دستور دائم من خلال أكبر توافق مع القوى السياسية، يتيح حقوقاً متساوية للسودانيين ونظاماً ديموقراطياً وتبادلاً سلمياً للسلطة». وانتقد «الحركة الشعبية لتحرير السودان» مشيراً إلى أنها «حتى الآن تعطل ترسيم الحدود». أما في شأن الاستفتاء في منطقة أبيي الغنية بالنفط لتحديد تبعيتها للشمال أو الجنوب، فقد أكد البشير أن «لا استفتاء من دون المسيرية (قبيلة شمالية في أبيي)، ولا نقبل أن يكون الدينكاوي (من قبيلة قبيلة الدينكا الجنوبية التي تسكن أبيي) مواطناً درجة أولى والمسيري مواطناً درجة ثانية». وقال إن «الحركة الشعبية» طبعت عملة الجنوب من دون اتفاق مع الشمال. وقال: «لا جنسية مزدوجة ابتداء من التاسع من تموز (يوليو) المقبل (موعد انتهاء الفترة الانتقالية وفقاً لاتفاق نيفاشا) لأن الجنوبيين اختاروا الانفصال». وعن البترول، قال: «إما أن يكون النفط ومنشآته شراكة بين الشمال والجنوب أو يأخذ الجنوبيون نفط الجنوب ونأخذ نحن المنشآت الخاصة بالنفط». وامتدح العلاقة مع مصر حالياً، وقال إن السودان مستفيد من التحول. وأشاد بزيارة رئيس الوزراء المصري للخرطوم ونوه بوزير الخارجية المصري الجديد وقال: «لو قيل لنا اختاروا وزير خارجية مصر ما اخترنا غير نبيل العربي». وقال: «كنا نتحمل أذى كثيراً جداً» من نظام الرئيس السابق حسني مبارك. وكشف أن وزير الخارجية المصري السابق أحمد أبو الغيط أرسل رسالة رسمية إلى نظيره الليبي بعد صدور قرار مفاوضات الدوحة حول دارفور ودعاه إلى أن يعملا سوياً لإفشال مفاوضات الدوحة، وقال إن هذا معناه أن تستمر الحرب «وهم لم يكن يهمهم أن يموت السودانيون». ووصف جهاز أمن الدولة في عهد مبارك بأنه «جهاز مجرم»، وقال إن تفجير كنيسة في الإسكندرية «جاب لهم الكفوه» (أي أصابهم في مقتل وأطاح نظامهم)، مشيراً إلى أنهم أحضروا سلفياً وعذّبوه ليعترف بالتفجير فمات. وقال إن مجرد اسم حبيب العادلي وزير الداخلية المصري السابق كان يخيف الناس لكنه «مكلبش» (مقيد وموثوق اليدين) الآن، وقال إن الله يمهل ولا يهمل.