تكثفت اللقاءات والمشاورات لتسريع تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة، والتقى امس الرئيس المكلف تشكيلها نجيب ميقاتي في مكتبه في بيروت، كلاً من وزير الاشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال غازي العريضي، وزير الطاقة جبران باسيل، المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل، والمعاون السياسي للامين العام ل «حزب الله» حسين الخليل. ووصفت اجواء اللقاء ب «الايجابية». وكان المكتب الاعلامي في «حزب الله» اعلن ان الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله التقى رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط يرافقه الوزير العريضي. وحضر اللقاء مسؤول الارتباط في «حزب الله» وفيق صفا، وجرى بحسب بيان المكتب استعراض أهم التطورات على الساحتين العربية والمحلية والعلاقات الثنائية بين الطرفين، والتشاور في آخر المستجدات المرتبطة بتشكيل الحكومة اللبنانية. وفي المواقف من تشكيل الحكومة، أمل عضو كتلة «التحرير والتنمية» النيابية عبدالمجيد صالح (حركة أمل) ب «تشكيل الحكومة في القريب العاجل لأن الوضع المعيشي لامس الخط الاحمر». اما عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النيابي زياد أسود فقال ل«صوت لبنان» ان «الإيحاء بأن ثمة حكومة أمر واقع، هو أمر بعيد من الواقع». وقال: «كي تكون هناك تشكيلة أمر واقع، يجب ان تكون هناك تشكيلات معروضة ومرفوضة، وحتى الساعة لم تعرض علينا أي تشكيلة، وطالما إن الرئيس ميقاتي لم يتواصل معنا، فهذا يعني ان من غير الجائز الحديث عن أمر واقع أو عن تعطيل». ورداً على سؤال اعتبر أسود «ان إشادة البطريرك بشارة الراعي بالوزير زياد بارود، كلام بالعاطفة أكثر منه في السياسة، لكن يبقى على الوزير ان يثبت هذه العاطفة بتعهد منه بأنه سيكون قادراً على تطبيق القانون في وزارة الداخلية». مدخل الزامي لتحصين الاستقرار وشدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق خلال احتفال تأبيني على أن «تسريع تشكيل الحكومة يشكل المدخل الإلزامي لتحصين الاستقرار وهو أفضل رد على مشاريع التآمر الأميركية التي لا تريد الاستقرار في الوطن». ولفت إلى «وجود أمر عمليات أميركي بمنع وإعاقة تشكيل هذه الحكومة». وأعلن أن «ما حصل من جهود مكثفة ومتواصلة في اليومين الأخيرين أكد أن لا عقد مستحيلة وأن إحراز التقدم وحل بعض العقد في اليومين الماضيين يقربنا من تشكيل الحكومة في وقت قريب». في المقابل، اعتبر وزيرالدولة جان أوغاسبيان أن «لا يوجد لدى فريق «8 آذار» أيّ طرح سياسي من أجل تشكيل الحكومة»، وقال لمحطة «ام تي في» أن «(النائب) جنبلاط أحياناً موجود في الوسط وأحياناً موجود ضمن الفريق الآخر»، مؤكداً أنه «يجب العودة واللقاء بالآخر ويجب الابتعاد عن التشكيك والتخوين والقبول بالآخر»، مضيفاً: «ليتفضل الرئيس ميقاتي ويعطينا أطروحاته لتأليف الحكومة، اليس هو من قبل التأليف؟». ورأى عضو كتلة «المستقبل» النائب احمد فتفت أن «ما يجري يعبر عن فشل ذريع لقوى سياسية قامت بانقلاب سياسي وهي غير قادرة على إدارة البلد». واعتبر أن «الاضطرابات في سورية والدول العربية توجب علينا الاسراع في تشكيل الحكومة». ورأى عضو الكتلة نفسها النائب عمار حوري، في حديث الى اذاعة «صوت لبنان»، «أن الحوار هو الحل الوحيد للوصول الى خواتيم سعيدة شرط أن يقتنع الفريق الآخر باحترام التعددية في هذا البلد».وعن معطياته عن اتصال جنبلاط بالرئيس سعد الحريري أكد أن «المعروف عن الرئيس الحريري أنه ليس هو من يقطع علاقاته بالآخرين وليس سراً أن محور الحديث هو الحوار». وعن موعد ولادة الحكومة اعتبر أن «التوقعات أصبحت تشبه التنجيم». وأكد عضو التكتل نفسه النائب عقاب صقر أنّ «الحكومة التي تتشكل عبارة عن مسودة سوداء لن تتمكن من تجاوز شرعية الشارع اللبناني»، مشيراً إلى أنّ هذه «الحكومة ستخرج من قلب طرابلس، ولكن بشروط الرابية (في اشارة الى شروط عون)». وأكد عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا ان «حزب الله حريص جداً على تعزيز وضع العماد عون في شكل دائم لكي يقول ان لديه تمثيلاً فعلياً». وقال لمحطة «ال بي سي»: «لو يهم السوريين الإسراع في تشكيل الحكومة لكانت تشكلت، لأننا نعرف مدى تأثيرهم على الفريق الآخر وبالأخص على العماد عون».