قتل 100 يمني وجرح 150 آخرين على الأقل في انفجار مصنع للذخيرة في محافظة أبين الجنوبية أثناء تدافع المئات من المواطنين أمس لنهب محتوياته بعد يوم على اقتحامه والاستيلاء على مخزونه وبعض معداته من قبل مجموعات مسلحة تابعة لتنظيم «القاعدة». وأكدت مصادر محلية ل «الحياة» أن انفجارات عدة وقعت في مصنع «17 أكتوبر» للذخيرة الحية في ضاحية الحصن القريبة من مدينة جعار، ثاني أكبر مدن المحافظة بعد زنجبار العاصمة، أثناء وجود مئات الأشخاص داخله. وقالت مصادر محلية إن «بين القتلى حوالى 20 فتاة وامرأة»، مشيرة إلى انه «تم التعرف على 55 جثة جرى دفنها، فيما لم يتم التعرف حتى الآن على الجثث الأخرى التي تفحمت». وقال أطباء إن العشرات أصيبوا بجروح وإن كثيرين يعانون من حروق. وأضافت المصادر أن مسلحين من «القاعدة» أحكموا أمس السيطرة على جعار من كل الاتجاهات وأقاموا نقاط تفتيش ومراقبة عند مداخلها وعلى الطرق المؤدية إليها بعد انسحاب قوات الأمن ووحدات الجيش منها أول من أمس إثر اشتباكات عنيفة بين الجانبين. وأوضحت أن المسلحين اقتحموا المصنع المذكور واستولوا على مخزون الذخائر والمعدات الخفيفة وأجهزة الكمبيوتر والاتصالات ثم غادروا المصنع للتمركز في مواقع قريبة تحسباً لوصول تعزيزات عسكرية وأمنية. وأشارت إلى صعوبات عرقلت إسعاف المصابين نتيجة الإجراءات التي فرضها مسلحو «القاعدة». وشكل محافظ أبين صالح الزوعري لجنة تحقيق في الحادث واتهمت السلطات المحلية عناصر «القاعدة» ومن أسمتهم «العناصر التخريبية المتعاونة معهم» بالاستيلاء على المصنع والعبث بمحتوياته، ما أسفر عن اشتعال مادة البارود والمفرقعات الموجودة فيه وانفجارها. ويأتي هذا التطور في وقت يواجه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح حركة احتجاجية تطالب بإسقاط نظامه منذ نهاية كانون الثاني (يناير)، قتل فيها 80 شخصاً بحسب «منظمة العفو الدولية». وكان الرئيس اليمني أصدر أمس قراراً رئاسياً باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة أقال بموجبه اللواء الركن محمد علي محسن قائد المنطقة العسكرية الشرقية الذي أعلن الأسبوع الماضي تأييده للمطالبين بإسقاط النظام وخاضت وحدات تتبع قيادته اشتباكات محدودة مع وحدات تابعة لقوات الحرس الجمهوري في المكلا عاصمة محافظة حضرموت (جنوب شرقي البلاد) أسفرت عن جرح ثلاثة من قوات الجانبين. وعين علي صالح اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك خلفاً لمحسن فيما شمل القرار إقالة العميد الركن ثابت مثنى جواس قائد أحد ألوية الجيش الموالية للواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى المدرعة الذي أعلن تأييده للمعتصمين وعين القرار العميد ركن حسين شعبه خلفاً لجواس.