قُتِلَ أكثر من مائة من جنود الأمن المركزي اليمني وأصيب نحو مائتين في صنعاء أمس الإثنين بتفجير انتحاري أثناء أداء الجنود بروفات نهائية على عرض عسكري كانوا سيقدمونه اليوم على ميدان العروض «السبعين» بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لإعلان الوحدة بين شطري اليمن عام 1990. وتناثرت أشلاء الجنود في ميدان السبعين القريب من دار الرئاسة بينما نجا وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد ورئيس هيئة الأركان من الهجوم لوجودهما في المنصة الرئيسة للميدان بعيدا عن موقع التفجير. وتبنَّى تنظيم القاعدة التفجير، وقال المتحدث باسم أنصار الشريعة ل «الشرق» إن الهجوم يأتي ردا على حرب نظام صنعاء، الذي وصفه ب «العميل» لأمريكا، على القاعدة في أبين. وبيَّن المتحدث أن الهجوم نفذه شخصٌ واحد فقط وليس شخصان كما رددت بعض وسائل الإعلام. بدورها، أعلنت مستشفيات العاصمة حالة الطوارئ لاستقبال جرحى الهجوم، ودعت المواطنين إلى التوافد إليها للتبرع بالدم لصالح جرحى الجيش، وكان العميد أحمد علي صالح قائد الحرس الجمهوري وابن عمه يحيى صالح أركان حرب الأمن المركزي أول من سارع إلى التبرع بالدم لصالح الجنود الجرحى. وفي ميدان المعركة في محافظة أبين، هاجم تنظيم القاعدة كتائب الجيش في زنجبار والكود ومنطقة الحرور في الجهة الغربية مما أدى إلى مقتل عددٍ من الجنود واستيلاء القاعدة على مواقع تابعة للجيش وغنيمة أسلحة ومعدات عسكرية. وقال تنظيم القاعدة في بيانٍ له إنه سيطر على أسلحة بينها دبابة ومضاد طيران وغيرها من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. في الوقت نفسه، ذكر مصدرٌ عسكري في التنظيم أن عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجيش سقطوا فيما فر آخرون بعد ثلاث هجمات شنها أنصار الشريعة في منطقة الحرور بولاية أبين جنوبي اليمن. وأوضح المصدر أن أنصار الشريعة نفذوا ثلاثة اقتحامات على مواقع للجيش في منطقة الحرور نتج عنها سقوط العشرات في صفوفه ما بين قتيل وجريح بينما فر من تبقى منهم على قيد الحياة، لافتا إلى أن الهجمات أسفرت عن غنيمة دبابة ومدرعة عسكرية وطاقمين عسكريين مدرعين إضافة إلى مجموعة من أسلحة الكلاشينكوف. وأكد التنظيم طرد قوات الجيش اليمني من جبل «الحبوش» القريب من مصنع 7 أكتوبر للذخيرة في أبين وبشكل كامل. تهديد بحرب شاملة وقبل ساعات من تفجير صنعاء الذي راح ضحيته عشرات الجنود، أكد قيادي بارز في القاعدة ل «الشرق» قدرة التنظيم على إشعال حرب شاملة ضد الحكومة اليمنية في كل المحافظات دون استثناء في حال واصلت حربها على التنظيم في محافظة أبين. وأضاف القيادي أن التنظيم يملك خلايا في كل مكان في اليمن وهي تنتظر فقط الإشارة لتنفيذ عمليات ضد الحكومة وجيشها ومصالح الأمريكيين، حسب قوله.وقال إن مائة فرد من القاعدة يتم تشكيل عشرين خلية منهم بواقع خمسة أفراد للخلية، وتساءل «كيف تستطيع حكومة صنعاء بجيشها وأمنها أن تواجه أكثر من أربعين خلية في كل محافظة مثلا؟ وكيف لها أن تحارب حرب عصابات في أزقة وشوارع مدن مكتظة بالسكان؟». وكشف القيادي بالتنظيم، ولأول مرة، عن عدد الأفراد الذين أسقطوا مدينة زنجبار العام الماضي وقال «القاعدة أسقطت زنجبار بمائة مقاتل فقط وأسقطت جعار بأقل من هذا العدد وهي قادرة على إسقاط مدن أخرى خارج أبين وفي هذه الأيام والحرب تشتد عليها». وأكد القيادي في القاعدة أنه في حال سقطت جعار وزنجبار في يد الجيش اليمني فإن التنظيم سيعمل على إعلان حرب شاملة في أكثر من منطقة وسيُسقِط مدنا أخرى، وطالب الحكومة اليمنية بعدم الرضوخ للإملاءات الأمريكية والجنوح إلى الحوار، وشدد على استعداد التنظيم لوقف نزيف الدم اليمني بين الطرفين مقابل بدء حوار. مهاجمة ضباط أمريكيين وفي سياقٍ متصل، هاجم تنظيم القاعدة أمس الأول ثلاثة خبراء عسكريين أمريكيين في محافظة الحديدة بكمين نصبه لهم في المدينة الواقعة غربي اليمن. وأوضح مصدر إعلامي في أنصار الشريعة أن التنظيم رصد أربعة خبراء أمريكيين يعملون ضباطا في تدريب قوات خفر السواحل في المدينة المطلة على ساحل البحر الأحمر، وأكمل «عند خروج الخبراء من الفندق الذي يقيمون فيه استقلوا سيارتين مدنيتين وفي أثناء توجههم لموقع عملهم فتح عليهم التنظيم النار بكثافة لتتوقف السيارتان على بعد 300 متر من الكمين».وقال المصدر الإعلامي إن ثلاثة منهم أصيبوا، أحدهم مصاب إصابة خطيرة في العنق، فيما فرضت شرطة النظام طوقا أمنيا على المنطقة على الفور في محاولة لاعتقال منفذي الهجوم إلا أنهم تمكنوا من الفرار.تجدر الإشارة إلى أن أنصار الشريعة كانوا قد استهدفوا ضابطا أمريكيا يعمل بمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) في محافظة عدن الجنوبية منذ أقل من شهرين ما أسفر عن مقتله. إقالة قادة عسكريين من جانبه، أصدر الرئيس عبد ربه منصور هادي قرارات رئاسية قضت بإقالة ثلاثة قادة عسكريين على خلفية الهجوم الذي استهدف جنود الأمن المركزي في صنعاء أمس.وشملت الإقالة اللواء محمد القوسي أحد أصهار الرئيس السابق علي صالح الذي كان يشغل منصب قائد قوات النجدة إلى جانب عمله وكيلا لوزارة الداخلية.وعيَّن الرئيس العميد حسين محمد حسين الرضي قائدا لقوات النجدة والعقيد يحيى علي عبدالله حُميد أركان حرب لقوات النجدة ويرقى إلى رتبة العميد.كما أقال «هادي» قائد قوات الأمن المركزي وعين بديلا عنه اللواء فضل يحيى بن ناجي القوسي وهو من أقارب قائد النجدة المقال محمد القوسي. كما أصدر «هادي» قرارا بتعيين اللواء محمد جميع الخضر وكيلا لجهاز الأمن القومي لقطاع الشؤون الخارجية «المخابرات» إلى جانب نجل شقيق صالح عمار محمد عبدالله صالح الذي يشغل منصب وكيل جهاز الأمن القومي.