واصل المئات من السوريين الموجودين في لبنان، ولليوم الثاني على التوالي أمس، التظاهر تأييداً للرئيس السوري بشار الأسد، في حين أكد الأمين العام ل «تيار المستقبل» أحمد الحريري أن التيار غير معني في الإشكال الذي حصل أول من أمس بين متظاهرين سوريين في بيروت وشبان، مشدداً أن «استقرار سورية يعني التيار تماماً كما استقرار لبنان». وقال الحريري في حديث لمحطة «أم تي في» أمس: «نحن نعتبر أن سورية هي دولة يعنينا الاستقرار فيها كما في لبنان، والشعب السوري لا يحتاج لأوصياء، فهو راشد ولا يحتاج لمن يقول له ما المفروض أن يفعله. لذلك، أدعو كل الأطراف الذين يحركشون بهذا الموضوع أن يخيطوا بغير هذه المسلة». وعن الإشكالات بين متظاهرين سوريين وبعض المواطنين، رد الحريري: «في بداية الأمر هناك محاولة لزج تيار المستقبل في هذا الموضوع، وأنا أعلن في شكل واضح أننا غير معنيين بهذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد»، مستغرباً «نشر خبر في إحدى وسائل الإعلام عن أن هناك 6 زوارق محملة بالأسلحة خرجت من طرابلس»، سائلاً: «ماذا نحاول أن نفعل نحن كلبنانيين عندما نتهم مدينة كطرابلس، التي عانت الكثير من الإرهاب، عندما نضعها في الواجهة؟». وتابع: «أريد أن أعرف رأي الرئيس المكلف في هذا الشأن، وهل يقبل أن يتم تصوير طرابلس، وهي مدينته، بصفتها مرفأ لتصدير السلاح الى سورية؟». وزاد: «هذا موضوع معيب نحن لا نقبل به ولا نرضاه، كما انه اهانة للدولة وللمسؤولين الأمنيين الموجودين في المرفأ، هذا البلد لطالما كان مصدّراً للخير وليس للشر». ونفذ أمس المئات من السوريين في لبنان مسيرة تأييد للرئيس السوري. وانطلق متظاهرون من أمام السفارة الكويتية في بئر حسن في اتجاه السفارة السورية في منطقة الحمرا. وسلكت المسيرة بولفار المدينة الرياضية في اتجاه رأس النبع حيث مكتب «حزب البعث العربي الاشتراكي»، وألقيت كلمات استنكرت ما وصفته ب «التدخلات والأيادي الخارجية التي تريد العبث بأمن سورية». وسلّم المتظاهرون الوزير السابق فايز شكر رسالة باسم الجالية السورية في لبنان الى الأسد أكدوا فيها تأييدهم ودعمهم له. بعد ذلك تابعت المسيرة سيرها الى مقر السفارة السورية في منطقة الحمرا رافعة شعارات وصوراً للأسد. ولاقى السفير السوري علي عبدالكريم علي المتظاهرين أمام مبنى السفارة. وطمأن المتظاهرين الى أن «سورية بخير ولبنان بخير». وأضاف: «أوصيكم جميعاً بالحفاظ على العلاقة فيما بينكم والعلاقة مع إخوتكم في هذا البلد العزيز». وكان «تيار المستقبل» نفى في بيان أول من أمس، ما أورده بعض وسائل الإعلام من أن مناصريه تصدوا لمتظاهرين سوريين. وأكد التيار «حرصه وتمسكه بحرية التعبير بمختلف أشكالها، لا سيما حرية التظاهر ضمن ما نص عليه الدستور والقوانين التي ترعاها المؤسسات الدستورية والأمنية».