رأى رئيس «توتال» النفطية الفرنسية كريستوف دومارجوري أمس «ان السوق النفطية العالمية هادئة على رغم كل ما يحدث من تطورات في ليبيا وسائر الشرق الأوسط». وقال: «لحسن الحظ ان السوق هادئة لأن سعر النفط مرتفع. هناك ما يكفي من النفط حالياً ولا داعي لتخويف العالم، كما ان استخدام الاحتياط الاستراتيجي غير ضروري لأن لا حاجة لذلك، فالسوق النفطية هادئة نسبياً فقد ارتفعت الأسعار الى 116 دولاراً للبرميل، وهذا مستوى مرتفع، لكن كان بالإمكان ان ترتفع أكثر من ذلك، وفي الوقت ذاته ليس هناك مبرر لارتفاع الأسعار في شكل كبير، فليس هناك نقص في الإمدادات حالياً». وأضاف: «هناك بعض المشاكل اللوجستية كما يقول وزير النفط السعودي علي النعيمي، فعند تأمين نفط ثقيل بدل النفط الليبي الخفيف، تبرز بعض الصعوبات بالنسبة إلى تكييف المصافي مع هذه النوعية، لكن هذا ثانوي مقارنة بموضوع الكميات النفطية المعروضة التي هي متوافرة». وحضّ المصافي وأصحابها على التكيف. أما بالنسبة إلى الغاز فقال: «ان هناك توتر أكبر في سوقه لأن الغاز يُباع على المدى الطويل، ومع بروز مزيد من الطلب على الغاز من اليابان، ينبغي إيجاد حل». ولفت دومارجوري في مقابلة أجرتها معه «الحياة» على هامش ندوة لجمعية الأعمال الفرنسية - الأميركية استضافتها باريس، إلى ان غياب النفط الليبي الذي كان بمستوى 1.5 مليون برميل يومياً قبل بدء الاضطرابات في ليبيا قبل أسابيع، لم يؤثر في الأسواق، قائلاً: «في البداية بدأت الكميات النفطية الليبية تتناقص ببطء لأنهم استمروا في البيع لمدة طويلة مع المخزون الذي كان لديهم، وكان هناك مخزون كبير من النفط في أوروبا وفي الولاياتالمتحدة وهذا يظهر أهمية المخزون. وبعد ذلك زادت السعودية يسرعة صادراتها كما كانت التزمت». وعما جرى من تخريب للمعدات النفطية خلال الحرب في ليبيا قال: «معلوماتنا قليلة لأننا خرجنا من ليبيا، لكن يُقال لنا ان المنشآت النفطية في ليبيا لم تُقصف، وليس هناك سبب لقصفها لأن الجهة التي تسيطر على النفط أياً كانت تحتاج إلى هذه المنشآت. المنشآت لم تتعرض للضرب باستثناء مرافئ التصدير وهذا ينبغي التأكد منه لأننا لا نعرف». ونبّه إلى ان العودة الى المستوى الإنتاجي السابق للحرب في ليبيا تتطلب وقتاً طويلاً، لكن يمكن العودة الى كمية قليلة بسرعة، مذكراً ان «توتال» كانت تنتج ما بين 50 و60 ألف برميل يومياً في ليبيا. وعن الحظر المفروض على «شركة النفط الوطنية» الليبية، قال دومارجوري: «اليوم الامتيازات النفطية هي للشركة والشركات تعمل لحساب هذه الشركة في اطار شراكات، واليوم نحن ممنوعون قضائياً من العمل مع الشركة النفطية الليبية الوطنية بسبب الحظر. لكن الحظر قد يتغيّر بسرعة إذا تغيّرت الأوضاع في ليبيا». وشدد على ان الزلزال والتسونامي في اليابان خفضا الطلب على النفط لأن المحطات النووية تضررت، «ما عزز الاتكال على المحطات التي تعمل على الفحم ومشتقات النفط، لكن لا يمكن اليوم لليابان استيراد نفط بالكميات ذاتها التي كانت في الماضي، لكنهم سيستوردون منتجات نفطية في النهاية ما سيرفع الطلب الياباني».