استغرب رئيس قسم هندسة النفط والغاز الطبيعي السابق في جامعة الملك سعود الدكتور عماد الحميضي وصف خريجي القسم «المحاضرة التعريفية» ب«المضللة». وقال: «لا أعرف في ماذا كذبنا، فكل الذي قيل كان صحيحاً!».وتُلقى محاضرة تعريفية كل عام للطلاب المستجدين في كلية الهندسة بجامعة الملك سعود، لشرح مميزات كل تخصص، ومستقبل الملتحقين به، بهدف توعية الطلبة المستجدين بالخيارات المطروحة أمامهم. وفي ما يتعلق بشركة «أرامكو» وقبولها لهم، أكد ان الشركة «هي من وعدتنا بذلك، ولم نكذب نحن»، مؤكداً أن من يتحمل مسؤولية معاناة الخريجين من البطالة «سياسة أرامكو الفاشلة؛ لا القسم»، متسائلاً: «أيعقل ان يتجاوز سعر برميل النفط 100 دولار، ثم لا توظف أرامكو المهندسين الخريجين السعوديين؟». وضرب الحميضي مثلاً بمصر، «تنتج مصر نصف مليون برميل يومياً، ولديها أربع جامعات تخرج مهندسي نفط، ومع هذا لا تجد مهندساً نفطياً مصرياً عاطلاً عن العمل، فيما تنتج السعودية 10 ملايين برميل يومياً (20 ضعف إنتاج مصر) ولدينا قسمان نفط فقط، يخرجان في العام الواحد ما لا يزيد على 50 مهندساً تجد جزءاً منهم عاطلاً». وعاد للتساؤل: «هل من المعقول أن تعجز شركة إنتاجها بهذا الحجم عن توظيف 30 مهندساً؟ وهل هذا خلل في القسم أم في الشركة أم في وزارة النفط؟». وكال الحميضي مجموعة من الاتهامات لشركة أرامكو، منها تفضيل خريجي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لمصالح شخصية، وأن «الواسطة» تلعب دوراً مهماً في التوظيف. وقال: «الواسطة هي من توظفهم، فالمديرون الكبار في الشركة هم من خريجي جامعة الملك فهد للبترول». وأكد أن المادة العلمية التي تدرس لطلاب قسم هندسة النفط في جامعة الملك سعود تتفوق على نظيرتها في جامعة الملك فهد، «لكنهم يتفوقون على طلابنا باللغة الانكليزية فقط، علماً بأن مناهجنا وطريقة شرحها واختباراتنا باللغة الانكليزية، لكن تركيزنا على المادة العلمية، على عكس جامعة الملك فهد التي تركز على اللغة الإنكليزية فقط»، مستطرداً: «للأسف، هذه هي الحقيقة».