قام وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون (الإثنين)، بزيارة مفاجئة استغرقت بضع ساعات إلى أفغانستان، هي الأولى له منذ تولي منصبه وإعلان استراتيجية واشنطن الجديدة في هذا البلد. وتفادى تيلرسون كابول التي تعرضت فجراً لعدد من الصواريخ التي أطلقتها حركة «طالبان» في اتجاه المقر العام للقوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي من دون أن تصيبه، وزار لبضع ساعات القاعدة الأميركية الرئيسة في البلاد في باغرام على بعد 50 كيلومتراً شمال العاصمة. وقال تيلرسون للصحافيين بعد لقاء الرئيس أشرف غني ورئيس الحكومة عبدالله عبدالله، إن «من الواضح أن علينا مواصلة القتال ضد حركة طالبان وضد آخرين ليدركوا أنهم لن يحققوا أبداً انتصاراً عسكرياً». وتأتي زيارته بعد الإعلان عن تعزيزات من حوالى 3000 عنصر للقوات الأميركية المنشورة في البلاد وعددها 11 ألف جندي، لمتابعة وتدريب القوات الأفغانية في إطار مكافحة الإرهاب. وأعلنت السفارة الأميركية في كابول على حسابها في موقع «تويتر» أن «الوزير تيلرسون والرئيس غني التقيا في 23 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، وكرّرا تأكيد الالتزام الأميركي- الأفغاني التوصل إلى السلام والاستقرار». ويفسَّر التكتم في شأن الزيارة بالتوتر السائد في أفغانستان بعد واحد من أكثر الأسابيع دموية تخلله مقتل 200 شخص نتيجة 7 هجمات استهدفت مسجداً في كابول ومؤسسات أمنية في أنحاء البلاد. وتبنّت حركة «طالبان» غالبية هذه الاعتداءات، مؤكدة أنها احتجاج على مضاعفة الأميركيين غاراتهم وتنديداً باستراتيجيتهم الجديدة التي أعلن عنها في آب (اغسطس) الماضي. وقبل 3 أسابيع تخلل زيارة لوزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس في 27 أيلول (سبتمبر) الماضي، إطلاق صواريخ على مطار كابول أوقعت قتيلاً و11 جريحا.ً ويتجه تيلرسون غداً إلى باكستان المجاورة، بعدما ندد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدم تحرك إسلام آباد في شكل ملموس ضد «طالبان» وغيرها من الجماعات المتطرفة. وقال تيلرسون: «نريد العمل من كثب مع باكستان لإشاعة مناخ أكثر استقراراً وأمناً». لكن ذلك يعني بالنسبة إلى الأميركيين «التزاماً مشروطاً»، على ما ذكر وزير الخارجية الذي أوضح أن على إسلام آباد «التحلي برؤية واضحة للوضع الذي يواجهونه من حيث عدد المنظمات الإرهابية التي تجد لنفسها ملاذاً آمناً داخل البلاد". وغالباً ما تتهم كابول الاستخبارات العسكرية الباكستانية بدعم وتمويل حركة «طالبان» و «شبكة حقاني» الإرهابية التابعة لها. لكن باكستان حاولت أخيراً القيام بخطوات تدل على حسن نيتها تجاه الولاياتالمتحدة حليفتها وداعمتها العسكرية الرئيسة، عبر القيام بعملية عسكرية استناداً إلى معلومات استخبارية أميركية، أدت إلى تحرير زوجين كندي وأميركية وأطفالهما الثلاثة كانوا رهائن منذ 5 سنوات. وأكد مدير «وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي ايه) الأميركية مايك بومبيو الأسبوع الماضي، أن هذه العائلة كانت أثناء فترة احتجازها الكاملة في باكستان وليس في أفغانستان، على ما أكد الجيش الباكستاني الذي أفاد بأنها نقلت للتو إلى باكستان.