أكد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، في كلمة ألقاها أمام معهد السلام التابع لوزارة الخارجية الأميركية، قدرة بلاده على تسهيل المحادثات بين الحكومة الأفغانية وحركة «طالبان»، لكنه استدرك انه «لا يمكن إحضار طالبان إلى طاولة المفاوضات، وتلبية في الوقت ذاته طلب الرئيس الأفغاني أشرف غني تنفيذ حملة عسكرية ضد قادة الحركة واعتقالهم أو قتلهم». وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أثنى بعد لقائه شريف على الجهود التي تبذلها باكستان لتهيئة أجواء الحوار الأفغاني، ما يعتبر ضغطاً على كابول التي اتهمت إسلام آباد بالوقوف خلف الهجمات الأخيرة التي شنتها الحركة شمال أفغانستان. وذكّر شريف بأن هناك حلين للصراع في أفغانستان، «الأول عسكري أثبت فشله خلال 14 سنة من المواجهات الدامية والملاحقات الأمنية لعناصر طالبان في كل المناطق الأفغانية، والثاني تفاوضي عبر مصالحة وطنية نسعى الى تحقيقها بين الأطراف لأننا نعتقد بأنها الخيار الأفضل». وشدّد شريف على أن الهجمات التي تشن على أراضي باكستان تخرج من مناطق تسيطر عليها «طالبان» الأفغانية، وعلى ضرورة التعاون بين الحكومتين الأفغانية والباكستانية لوقف العنف في البلدين. ورأى وزير الإعلام الباكستاني السابق مشاهد حسين سيد ان الرئيس الأفغاني غني مسؤول عن وقف الحوار مع «طالبان» من خلال تمسكه بمواصلة العمليات ضدها، وتحميله باكستان مسؤولية هجمات الشمال. وفيما تطالب «طالبان» ب «حوار حقيقي مع الولاياتالمتحدة وليس الحكومة العميلة في كابول يهدف الى تحديد موعد نهائي يُتفق عليه لإنهاء وجود القواعد الأميركية والقوات الأجنبية في افغانستان، إضافة إلى ضمان إطلاق أسرى الحركة لدى القوات الأميركية والحكومة الأفغانية، ورفع أسماء قادة «طالبان» من لائحة العقوبات التي أقرتها الاممالمتحدة، دافع الرئيس الأفغاني السابق حميد كارزاي عن مطالب الحركة، وسأل: «إذا كانت واشنطن تفاوضت سراً مع طالبان لإطلاق جندي أميركي أسير لدى طالبان لماذا لا تقبل الحوار علناً مع طالبان الذين باتوا قوة على الأرض لا يمكن تجاهلها». في غضون ذلك، أعلنت مصادر عسكرية باكستانية ان قائد الجيش الجنرال راحيل شريف سيتوجه إلى وشنطن بعد ثلاثة أسابيع، في زيارة رسمية بناءً على دعوة من قائد القيادة المركزية الوسطى الجنرال لويد أوستن. ويتوقع ان يناقش راحيل شريف خلال الزيارة الوضع في افغانستان، وإمكان مساعدة باكستان في تسهيل الحوار بين «طالبان» وكابول، إضافة إلى التوتر الحالي بين الهندوباكستان والعلاقات الدفاعية بين واشنطن وإسلام آباد. وهو سيلتقي الرئيس الأميركي أوباما ومستشارة الأمن القومي الاميركي سوزان رايس ونواباً في الكونغرس، ما يعطي أهمية كبيرة للزيارة ومحادثاتها.