علمت «الحياة» أن العلاقة بين حركة «حماس» من جهة، وإيران وحزب الله اللبناني من جهة أخرى، تتجه إلى بناء «علاقات استراتيجية» تمهد لعودة العلاقات «الطبيعية» بين الحركة ودمشق، في ظل «تفهم» مصري وتهديد إسرائيلي بإجبار سكان قطاع غزة على دفع «ثمن باهظ» (للمزيد). وبعد زيارتين لقياديين بارزين في «حماس» إلى طهران خلال أقل من ثلاثة أشهر، عادت العلاقات إلى سابق عهدها، بل أصبحت «استراتيجية»، كما أصبحت علاقة الحركة مع «حزب الله»، «فوق الممتازة» وفق مصدر موثوق في حركة «حماس» في القطاع. وقال المصدر ل «الحياة»، إن العلاقات مع طهران أصبحت «استراتيجية» بعد وصول يحيى السنوار إلى قيادة الحركة في القطاع، الربيع الماضي. وأضاف أن السنوار أخذ يعمل على تعزيز العلاقة مع طهران بعدما تولى مسؤولية «التنسيق» بين كتائب القسام والجناح السياسي للحركة منذ عام 2012 وحتى انتخابه رئيساً للحركة في القطاع في أيار (مايو) الماضي. وأشار المصدر إلى «تفهم» القاهرة طبيعة العلاقة بين الحركة وطهران، في إطار دعم «المقاومة»، والمشروع الوطني الفلسطيني، مؤكداً أن الموقف المصري «أقل حدة» تجاه إيران من مواقف دول عربية أخرى. وأوضح المصدر أن عودة العلاقات «الاستراتيجية» بين الحركة وإيران سيمهد الطريق أمام عودة العلاقات «الطبيعية» بين «حماس» ودمشق، قائلاً إنها «مسألة وقت فقط»، وقد تتم عودتها قبل نهاية السنة لأن «الأمر مرتبط بتسوية الملف السوري» المتوقع. وكان وفد من «حماس»، برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، وصل الجمعة إلى طهران، يرافقه عدد من أبرز قادة الحركة. وقال العاروري إن الزيارة «تأتي رفضاً عملياً لشرط إسرائيل بقطع العلاقات» مع إيران، مؤكداً «تمسك الحركة بكل علاقاتها التي تدعم خيار المقاومة في مواجهة الاحتلال حتى زواله». والتقى وفد الحركة خلال الزيارة عدداً من المسؤولين الإيرانيين، في مقدمهم رئيس البرلمان علي لاريجاني، وأمين سر مجلس الأمن القومي الأدميرال علي شامخاني، ومستشار قائد الثورة علي أكبر ولايتي. إلا أن إسرائيل ترى في هذه العلاقات «الاستراتيجية» بين الحركة وطهران «خطراً وجودياً»، وحذّر منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق (الأراضي) الفلسطينية، اللواء يوآف مردخاي من أن «من سيدفع في النهاية ثمن الانصياع الأعمى من حماس لإيران هم سكان قطاع غزة». في الرياض، نفى مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أمس، الخبر الذي تداولته بعض وسائل الإعلام المعادية وغيرها من أن أحد المسؤولين في المملكة العربية السعودية زار إسرائيل سراً، وأكد أن هذا الخبر «عارٍ من الصحة جملة وتفصيلاً ولا يمت للحقيقة بصلة». وأضاف: «المملكة العربية السعودية كانت دائماً واضحة في تحركاتها واتصالاتها وليس لديها ما تخفيه في هذا الشأن». ودعا وسائل الإعلام إلى تحري الدقة والحقيقة في ما تنقله، مؤكداً أنه لن يتم الالتفات إلى مثل هذه الإشاعات والأخبار المعروف أهدافها ومن يقف وراءها، ولن يتم التعليق عليها مستقبلاً ولا على ما يروجه الإعلام الكاذب المعادي تجاه السعودية ومسؤوليها في هذا الخصوص.