أشاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار، بتطور العلاقة مع إيران، مؤكداً أنها هي «الداعم الأكبر» للجناح العسكري للحركة. وقال إن حركته تعمل حالياً على تشكيل «جيش التحرير الوطني الفلسطيني» من الأجنحة العسكرية لفصائل فلسطينية، وإن «هناك الآلاف يعملون ليلاً ونهاراً. كل يوم نطور الصواريخ، ونحفر الأنفاق، وندرب قوات النخبة، وندرب الضفادع البشرية من أجل مشروع التحرير والعودة». وشدد على أن «العلاقة مع إيران، التي تطورت كثيراً في الآونة الأخيرة، تأتي في هذا سياق استراتيجي». وجاء كلام السنوار فيما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يستقبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس، واتهم نتانياهو إيران بأنها تسعى إلى تحويل سورية قاعدة عسكرية «كجزء من مخططها للقضاء على إسرائيل». وقال إن طهران تبني مصنعاً لإنتاج الصواريخ في الأراضي اللبنانية. وقال السنوار في لقاء بمكتبه في غزة مع عدد من الصحافيين بينهم مراسل «الحياة»: نحن نُراكِم ونطور قوتنا العسكرية التي تضاعفت لأجل تحرير فلسطين والعودة، إيران هي الداعم الأكبر للسلاح والمال والتدريب لكتائب القسام» (الجناح العسكري ل «حماس»). وأضاف أن «الدعم الإيراني العسكري لحماس والقسام استراتيجي»، والعلاقة مع إيران «أصبحت ممتازة جداً وترجع إلى سابق عهدها بعدما اعتراها تأزم (بسبب موقف «حماس» من الأزمة في سورية) خصوصاً بعد الزيارة الأخيرة لوفد «حماس» إلى إيران. وتحدث السنوار عن الانقسام الفلسطيني، معتبراً أن «عدم توجه (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) أبو مازن إلى المصالحة يمثل الجزء الأكبر من المأزق». وقال إن «الحل يكمن في خيارين، أولهما انتخاب مجلس وطني جديد يمثل كل الشعب الفلسطيني، تتمثل فيه فتح وحماس وغيرهما من الفصائل»، والثاني «تشكيل حكومة وحدة وطنية فوراً، تتمثل فيها الفصائل المُعتبرة ويكون لديها كل الصلاحيات، في الضفة الغربية وقطاع غزة». وأكد السنوار أن «حماس لا تريد إطاراً بديلاً من منظمة التحرير الفلسطينية». وأشاد السنوار بمصر والعلاقة الجديدة معها، مشيراً إلى أن «لدى حماس قنوات اتصال دائمة مع المصريين، الذين وعدوا بفتح المعبر للأفراد والبضائع في الفترة المقبلة». ووصف العلاقة مع النائب المفصول من حركة «فتح» محمد دحلان، بأنها «جيدة»، وان التعاون بين الطرفين مستمر. وفي القدسالمحتلة سعى رئيس الحكومة الإسرائيلية وكبار المسؤولين الإسرائيليين إلى أن يكون «الملف الإيراني» في محور محادثاتهم مع الأمين العام للأمم المتحدة، فيما بدا غوتيريش كمن يسعى إلى تخفيف معاناة سكان قطاع غزة والمساهمة في استئناف العملية السياسية بين الفلسطينيين وإسرائيل. وقال نتانياهو إن على الأممالمتحدة أن لا تقبل بأن تقيم إيران مواقع لإنتاج صواريخ موجّهة دقيقة في سورية ولبنان، «وهذه حقيقة لن تقبل بها إسرائيل، وعلى الأممالمتحدة أيضاً أن لا تقبل بها». وأشارت أوساط قريبة من نتانياهو إلى أنه عرض على ضيفه مواد استخباراتية سرية «تجسد التعاظم السريع للوجود الإيراني في سورية ولبنان، بينها معلومات عن مصنع لإنتاج صواريخ تبنيه إيران في الأراضي اللبنانية». من جانبه، قال غوتيريش إنه يرغب بالمساعدة في عملية السلام مع الفلسطينيين، وقال إن «من المهم أن تأتي العملية، على رغم كل الصعاب، بتحسن كبير في الوضع الاقتصادي للفلسطينيين». ورأى أن ثمة عقبات في طريق السلام، «منها البناء في المستوطنات الإسرائيلية، وعدم التنديد بالإرهاب من جانب السلطة الفلسطينية، والفصل القائم بين قطاع غزةوالضفة الغربية».