بعد أسبوع من إعلان المصالحة بين حركتي «فتح» و «حماس» في القاهرة، وصل وفد من «حماس» برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري أمس، إلى طهران للقاء مسؤولين إيرانيين رفيعين، في زيارة تستمر أياماً. ويضم الوفد، إلى جانب العاروري، القياديين في الحركة عزت الرشق ومحمد نصر واأسامة حمدان وزاهر جبارين وسامي أبو زهري وخالد الفاهوم. وتعتبر الزيارة تحدياً لإسرائيل والولايات المتحدة، إذ تأتي غداة تصريحات لمبعوث الرئيس الأميركي جايسن غرينبلات طالب فيها الحركة المصنفة «إرهابية» بأن «تقبل مبادئ اللجنة الرباعية، وأبرزها التزام أي حكومة فلسطينية التزاماً لا لبس فيه بنبذ العنف والاعتراف بدولة إسرائيل وقبول الاتفاقات والالتزامات السابقة» الموقعة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية». كما جاءت الزيارة غداة تصريحات لرئيس «حماس» في قطاع غزة يحيى السنوار، أكد خلالها أن «إيران هي الداعم الأكبر بالسلاح والمال والتدريب» ل «كتائب القسام»، الذراع العسكرية للحركة. وقال السنوار خلال لقاء مع عشرات الشباب في غزة ليل الخميس: «واهم من يظن أننا سنقطع علاقتنا مع إيران. فطهران كانت الداعم الأكبر لكتائب القسام، والقوة التي تمتلكها اليوم جاء الجزء الأكبر منها من إيران». وأضاف أن «الحركة أدخلت إلى القطاع، خلال عامي 2015 و2016 من السلاح ما يفوق ما دخل خلال عشر سنوات». وزاد: «أقول من موقع قوة إننا نستطيع ضرب تل أبيب خلال خمس دقائق بعدد من الصواريخ يعادل ما أطلقناه خلال 51 يوماً»، في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي على القطاع صيف 2014. وتهدف الزيارة، وفق مصادر في حركة «حماس»، إلى إطلاع المسؤولين الإيرانيين على اتفاق المصالحة، الذي وقعته الحركة مع حركة «فتح» في القاهرة في 12 الشهر الجاري. وسيبحث الوفد مع المسؤولين الإيرانيين التطورات السياسية في المنطقة، خصوصاً المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وسبل تعزيز العلاقات بين «حماس» وإيران، وتأكيد مواصلة الدعم الإيراني المالي والسياسي والعسكري وتدريب كوادر الحركة. وكان وفد قيادي من الحركة برئاسة الرشق زار طهران بداية آب (أغسطس) الماضي، ضم العاروري وجبارين وحمدان، واستقبله وزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي أكد دعم إيران القضية الفلسطينية والمقاومة، مجدداً موقف إيران الثابت والمبدئي منها غير القابل للتغيير. وتم خلال الزيارة آنذاك فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية مع طهران، بعد ست سنوات من الفتور، على خلفية موقف الحركة من التطورات في سورية، ومغادرة دمشق ونقل مقرها إلى الدوحة.