زار رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري جبهة ريف حلب، وفق ما أفادت وكالة «إرنا» الإيرانية أمس. ونشرت الوكالة صوراً لباقري وهو يتفقد مناطق العمليات في ريف حلب، لكنها لم تُحدد المنطقة. وتوعد باقري في كلمة أمام حشد من قوات «الحرس الثوري» والميليشيات التابعة لها في ريف حلب، بالقضاء على المجموعات التي وصفها ب «التكفيرية والإرهابية». وتظهر الصور التي نشرتها «تسنيم» وجود اللواء باقري مع عدد من الضباط الإيرانيين، من دون إشارة إلى وجود أي عنصر تابع للقوات النظامية السورية. وقال باقري من حلب إن «عمر المجموعات الإرهابية والتكفيرية انتهى في سورية»، ووصف التنسيق بين «المقاومين والجيش السوري والشعب» ب «المثالي»، معتبراً هذا الأمر رمزاً للنصر، مشدداً على مواصلة هذه الوتيرة لمدة أطول. وقالت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) إن مدينة الرقة ستكون جزءاً من سورية «لامركزية اتحادية» لتربط بذلك مستقبل المدينة التي حررتها من تنظيم «داعش» بخطط الأكراد لإقامة مناطق حكم ذاتي في شمال سورية (للمزيد). وأعلنت «قسد» رسمياً «تحرير» الرقة من التنظيم، مشيدة ب «نصر تاريخي». وتعهدت تسليم إدارة الرقة إلى مجلس مدني سيدير شؤونها ويتابع ملف إعادة إعمارها بعد الانتهاء من تمشيطها وتنظيفها من مخلفات الحرب. وتابعت «قسد»، التي يهيمن عليها الأكراد، في بيان: «نؤكد أن مستقبل محافظة الرقة سيحدده أهلها ضمن إطار سورية ديموقراطية لامركزية اتحادية يقوم فيها أهالي المحافظة بإدارة شؤونهم بأنفسهم». وذكر البيان الذي تلاه الناطق باسم «قسد» في وسط الرقة: «نتعهد حماية حدود المحافظة ضد جميع التهديدات الخارجية». وقال محللون أمس إن الخسائر الكبيرة التي مُني بها تنظيم «داعش» في سورية والعراق على حد سواء قد تؤدي إلى تراجع اهتمام الأميركيين، وبالتالي قد تجد «قسد» نفسها وحيدة، وفي هذه الحالة، قد يحاول الأكراد إيجاد حلول بديلة، بينها التفاوض مع الحكومة السورية. ويقول الخبير في الشؤون السورية في جامعة ستانفورد فابريس بلانش لوكالة «فرانس برس»: «في حال سحبت الولاياتالمتحدة قواتها بسرعة، خلال ستة أشهر، سيبقى الأكراد وحيدين»، وبالتالي يجدر بهم «التقرب من دمشق وموسكو». من جهة أخرى، كشف الكرملين تفاصيل إضافية عن فكرة الدعوة إلى عقد «مؤتمر شعوب سورية»، التي أطلقها الرئيس فلاديمير بوتين أول من أمس. وقال الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف، إن «من السابق لأوانه الحديث عن تحديد مواعيد أو آليات تنظيم المؤتمر»، مشيراً إلى «نقاش جدي يدور حول المبادرة الروسية» بهدف دفع آليات التوصل إلى تسوية سياسية تتضمن وضع دستور جديد في سورية. ولفت بيسكوف إلى أن بوتين طرح الفكرة في «خطوطها العامة» وهي تشتمل على الدعوة ل «مؤتمر شعوب سورية الذي يجب أن يشارك فيه ممثلون عن المجموعات العرقية والدينية في سورية، بالإضافة إلى الحكومة والمعارضة»، لكنه حذر من التسرع في التوصل إلى استنتاجات حول آليات تنفيذ المبادرة، موضحاً أن «من السابق لأوانه الحديث عن فترة زمنية محددة أو آليات واضحة سيتم على أساسها تشكيل المؤتمر». إلى ذلك، تم أمس تشييع اللواء شرف عصام زهر الدين الذي قاد حملة القوات النظامية في محافظة دير الزور وقتل قبل بضعة أيام في انفجار لغم أرضي، إلى مثواه الأخير في السويداء.