اتفق معظم المشاركين في «الحوار الوطني» أمس في الطائف على وجود «قصور ومكامن خلل» في أداء الإعلام السعودي الرسمي، بيد أنهم اختلفوا في توصيف ذلك القصور والخلل، كلٌّ بحسب انتماءاته الفكرية. واتهم ممثلو التيار الديني في الاجتماع التحضيري الأول للحوار الوطني التاسع الإعلام الرسمي بالتفريط في الالتزام بالمنطلقات الشرعية التي بُنيت عليها السياسة الإعلامية في السعودية، منتقدين ظهور المذيعات من دون «حجاب شرعي»، وعرض برامج ومسلسلات «خادشة» على حد وصفهم. بينما رأى ليبراليون أن مكامن الخلل في الأداء الإعلامي السعودي تظهر جلياً في التغطيات الإخبارية الضعيفة لأحداث العالم، وغياب ترتيب الأولويات المهنية، وضعف الكفاءات. واتهموا التلفزيون السعودي بأنه السبب في عزوف المشاهدين عن متابعة قنواتهم المحلية، واللجوء إلى الفضائيات الأخرى. وطالب مشاركون في اللقاء الذي خصص جلسته ل«الإعلام... الواقع وسبل التطوير»، بفك القيود عن الإعلام، ومزيد من الحريات الإعلامية. ووصف الكاتب والإعلامي جمال بنون، في حديث إلى «الحياة»، ردود وزارة الثقافة والإعلام على ملاحظات المتحاورين بأنها «استعلائية، فهم يرون أن ما يقدمون من إعلام عمل رائع». فيما دعا الدكتور أنور عشقي إلى «ميثاق شرف إعلامي»، قائلاً: «إن لدينا سياسة إعلامية لكنها لا تنفّذ». ورأت الإعلامية مها عقيل أن الإعلام يستوعب «من دون كفاءة ولا رؤية». وردّ وكيل وزارة الإعلام الدكتور عبدالرحمن الهزاع بأن الإعلام السعودي يلتزم سقفاً موضوعياً ل «حرية لا بأس بها». وشهد اللقاء سجالاً ونقاشاً واسعين، خلُصا إلى ضرورة فصل الإعلام عن الثقافة ووضع وزارة مستقلة لكل واحدة منهما، وضرورة النهوض بالإعلام السعودي ليواكب دور المملكة الريادي عالمياً وإقليمياً، وفتح الباب للحريات الإعلامية، والتخلي عن الرقابة. «الحوار الوطني» يخلص إلى فصل الثقافة عن الإعلام... وإطلاق الحريات