أكدت قوات الحرس الثوري الإيراني اليوم (الخميس)، أن برنامج الصواريخ الباليستية سيتسارع على رغم الضغوط التي تفرضها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي لتعليق البرنامج. ورفض الرئيس دونالد ترامب الجمعة الماضي، التصديق على التزام طهران الاتفاق النووي الذي أبرم في 2015، مشيراً إلى أنه قد ينتهج نهجاً أكثر تشدداً إزاء إيران بسبب برنامجها الصاروخي. ونقلت وكالة «تسنيم للأنباء» شبه الرسمية عن بيان للحرس الثوري قوله: «برنامج الصواريخ الباليستية سيتوسع وسيستمر بسرعة أكبر رداً على الأسلوب العدائي (للرئيس الأميركي دونالد) ترامب تجاه المنظمة الثورية (الحرس الثوري)». وفرضت إدارة ترامب عقوبات أحادية جديدة تستهدف نشاط إيران الصاروخي، ودعت طهران إلى عدم تطوير صواريخ قادرة على حمل قنابل نووية. وتقول إيران إنها لا تخطط لمثل هذا الأمر. وتعهدت طهران مراراً بمواصلة ما تصفه بقدرات صاروخية دفاعية في تحد لانتقادات الغرب. واتهمت الولاياتالمتحدةإيران اليوم بانتهاك عدد من قرارات مجلس الأمن، وقالت إنها «لن تغض الطرف» بعد الآن، وخاطبت مجلس الأمن الذي يضم 15 عضواً في شأن سلوك إيران متسائلة: «أين الغضب؟». وقالت السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة نيكي هيلي لمجلس الأمن: «الحكم على إيران في الحدود الضيقة للاتفاق النووي يغفل الطبيعة الحقيقية للتهديد. ويجب الحكم عليها بمجمل سلوكها العدواني والمزعزع للاستقرار وغير القانوني. أما فعل غير ذلك سيكون حمقاً». وأضافت هيلي «يواصل النظام التلاعب في هذا المجلس. وإيران تختبئ وراء تأكيدها على الامتثال الفني للاتفاق النووي، في الوقت الذي تنتهك فيه بشكل صارخ قيوداً أخرى على سلوكها». وسألت: «أين غضب هذا المجلس؟ والولاياتالمتحدة لن تغض الطرف عن هذه الانتهاكات». وخلال اجتماع للمجلس، ركز كما جرت العادة على إسرائيل والفلسطينيين، تحدثت هيلي حصرياً عن إيران، ما دفع نظيرها الروسي فاسيلي نيبينزيا ليسأل لاحقاً «أتراهم خلطوا بنود جدول الأعمال؟» واتهمت هيلي إيران بانتهاك قرارات مجلس الأمن في شأن لبنان واليمن. ولم يقترح أعضاء المجلس اتخاذ أي إجراء ضد إيران. وقلل ديبلوماسيون إن روسيا والصين اللتين تتمتعان بحق النقض (الفيتو) لن توافقا على الأرجح على مزيد من العقوبات. بدوره، قال السفير الإيراني في الأممالمتحدة غلام علي خوشرو لمجلس الأمن: «إذا كانت لدينا طموحات للهيمنة لما كان جرى التوصل إلى الاتفاق النووي مطلقاً. ونهج الإدارة الأميركية الجديدة واستراتيجيتها الخطرة في الآونة الأخيرة تجاه الاتفاق وإيران تتعارض مع إرادة المجتمع الدولي». وفي موسكو، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان اليوم إن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قال لنائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن موسكو ما زالت متمسكة في الاتفاق النووي. بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة «توتال» الفرنسية للطاقة باتريك بويان أمس، إن قراراً من الكونغرس الأميركي في شأن الاتفاق قد يوضح موقف واشنطن من هذا الاتفاق الدولي ويؤدي إلى نتيجة إيجابية ل «توتال» ومشروعها المزمع للغاز في إيران والبالغ قيمته 5 بلايين دولار. و«توتال» أول شركة نفطية غربية كبرى توقع اتفاقاً مع إيران لتطوير المرحلة الحادية عشرة في مشروع بارس الجنوبي، وهو أكبر حقل للغاز في العالم. وإذا أصدر الكونغرس قراراً بإعادة فرض العقوبات على إيران فإنه قد يعرض ذلك المشروع للخطر. وقال بويان إن «توتال» ستنسحب من إيران إذا ألزمها القانون بذلك. وأبلغ الصحافيين على هامش مؤتمر عن النفط في باريس بأن «هناك عملية جارية في الولاياتالمتحدة. وعلى الكونغرس أن يتخذ قراراً. والشيء الإيجابي في هذه العملية هو أنه سيكون هناك توضيح لموقف الولاياتالمتحدة». وأضاف «من يدري، لعله سيكون توضيحاً له مردود إيجابي. ولا أظن أنه توجد غالبية في مجلس الشيوخ الأميركي تريد إلغاء الاتفاق». إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لشركة النفط الروسية «روسنفت» إيغور سيتشن اليوم، إن الشركة تجري محادثات مع طهران لإقامة سلسلة إمدادات لنقل النفط من إيران ودول آسيا الوسطى إلى الأسواق العالمية. وأبلغ سيتشن منتدى للقطاع في فيرونا، أن «روسنفت» ستقيم شراكة مع «سي.إي.اف.سي» الصينية في عدد من المشاريع التي تشمل التنقيب والإنتاج والتكرير وتجارة الخام والمنتجات النفطية.