أعلن مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أن بلاده ستحوّل الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست «فتاتاً»، إذا «مزقه» الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وحذر أوروبا من «التناغم مع العنجهية الأميركية» وقبول طروحات واشنطن في شأن الدور الإقليمي لطهران وبرنامجها الصاروخي. في المقابل، حضّت الولاياتالمتحدة مجلس الأمن على تبنّي نهج إدارة ترامب في شأن إيران، ومعالجة كل جوانب «سلوكها الهدّام»، لا الاتفاق النووي فحسب. وأتت تصريحات خامنئي بعد 5 أيام على إعلان الرئيس الأميركي استراتيجية جديدة أكثر حزماً مع طهران، إذ رفض المصادقة على التزامها الاتفاق، مهدداً بإلغائه. وتعهد كبح نشاطات طهران «المزعزعة» لاستقرار الشرق الأوسط، معتبراً أن «الحرس الثوري» الإيراني داعم للإرهاب. وناشد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الكونغرس الأميركي الامتناع عن إعادة فرض عقوبات مرتبطة بالملف النووي على طهران، لكنهم أعربوا عن رغبتهم في تفكيك برنامجها الصاروخي. وقال خامنئي: «تبجّح الرئيس الأميركي الغشيم وأكاذيبه لا يستأهلان رداً، فذلك سيكون مضيعة للوقت. ترامب وإدارته متخلفان عقلياً، إذ لا يدركان تطورات إيران والمنطقة. أميركا هي القائمة بأعمال الصهيونية الدولية وأسّست (تنظيم) داعش والحركات التكفيرية». وسأل طلاباً: «هل تتوقعون ألا تغضب أميركا من إيران التي واجهت داعش؟ إنها غاضبة من نجاح إيران في إفشال خططها في لبنان وسورية والعراق، وستُصفع هذه المرّة أيضاً وسيهزمها الشعب الإيراني». وأضاف: «على رغم ملامح البلاهة البادية على الرئيس الأميركي، لكننا يجب ألا نغفل عن مكر أميركا وخداعها. لن تقع حرب عسكرية، لكن هناك قضايا لا تقلّ أهمية عن الحرب. أميركا تعادي الشعب الإيراني منذ الأيام الأولى لانتصار الثورة (1979). في تلك الأيام لم يكن هناك ملف نووي ولا صواريخ ولا نفوذ إقليمي، لكن الأميركيين أدركوا أن انتصار الثورة أفقدهم دولة تابعة ومطيعة ونافعة جداً». وتابع: «لن نمزّق الاتفاق (النووي)، طالما أنه (ترامب) لم يمزّقه، لكنه إذا فعل ذلك فسنحوّل الاتفاق فتاتاً». ورحّب خامنئي بحرص الاتحاد الأوروبي على الاتفاق، واستدرك: «لا يكفي أن يطالبوا (ترامب) بالامتناع عن تمزيق اتفاق خدم مصلحتهم أيضاً». وزاد: «إيران لا تقبل أن تتناغم أوروبا مع العنجهية الأميركية، وعليها مواجهة الإجراءات العملية (التي اتخذتها) أميركا، والكفّ عن التدخل في شؤوننا الدفاعية. إيران ستواصل وجودها (في المنطقة)، شاؤوا أم أبوا. يطرح الأوروبيون الأسئلة ذاتها عن امتلاك إيران صواريخ. لماذا تملكون أنتم صواريخ؟ ولماذا تملكون سلاحاً ذرياً؟ هذه شؤون إيرانية لا علاقة لكم بها». وأشار علاء الدين بروجردي، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، إلى أن المسؤولين في بلاده «يتقاسمون الأدوار في مواجهة التصرفات الأميركية». في نيويورك، دعت المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي إلى محاسبة إيران على انتهاكها قرارات لمجلس الأمن لا تتعلّق حصراً بالاتفاق النووي، لا سيّما إطلاقها صواريخ باليستية وإرسالها أسلحة إلى لبنان واليمن وسورية وتجاهل الجنرال قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» التابع ل «الحرس الثوري»، حظر سفر مفروضاً عليه بموجب قرارات دولية. وقالت خلال جلسة لمجلس الأمن، إن إيران تقف وراء غالبية العمليات الإرهابية في الشرق الأوسط، وزادت: «علينا أن نتناول كل تحركاتها الهدّامة، لا الاكتفاء بتناول عنصر واحد»، أي الجانب النووي. ورأت أن مجلس الأمن «تبنّى مقاربة قصيرة النظر تجاه إيران، من خلال الحكم على تصرفاتها المتعلقة حصراً بالجانب النووي»، وتابعت: «سنكون حمقى إنْ لم نحكم عليها من خلال مدى تقيّدها بكامل مندرجات قرارات المجلس». واعتبرت أن طهران تواصل «التلاعب بمجلس الأمن، من خلال دعمها الإرهاب ورفضها إخضاع مواقعها العسكرية لتفتيش» الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وحذرت من أن استمرار التغاضي عن انتهاكاتها «سيضعنا أمام كوريا شمالية أخرى». في المقابل، نبّه المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا إلى أن «هدم الاتفاق النووي يهدّد الاستقرار في المنطقة».