أفادت مصادر متطابقة في المعارضة السورية بأن فصيل «هيئة تحرير الشام» الذي ينضوي تحته «جبهة النصرة»، سلّم الجيش التركي مطار تفتناز العسكري، ثاني أكبر قواعد المروحيات العسكرية في سورية والواقع في ريف إدلب الشمالي الشرقي. ووفقاً لناشطين سوريين ومواقع معارضة، فإن «جبهة النصرة» سلّمت الجيش التركي في ال14 من الشهر الجاري المطار من دون حدوث أي اشتباكات. وفي السياق ذاته، أفادت مصادر محلية في إدلب وكالة أنباء «هاوار» الكردية، بأن الجيش التركي وبعد تمركز قواته في مطار تفتناز، أعلن أنه «مطار عسكري تركي». يذكر أن تنظيم «جبهة النصرة» احتل مطار تفتناز العسكري عام 2013. وقال نشطاء إن معسكر وادي الضيف ومطار أبو الظهور العسكري في إدلب، هما الهدف القادم لانتشار القوات التركية العسكرية. ويعتبر مطار أبو الظهور ثاني أكبر قواعد النظام سابقاً في الشمال السوري، وأهمها في ريف إدلب، وسيطرت عليه المعارضة مطلع عام 2015. وتأتي هذه التطورات بعد أيام من توغل القوات التركية في منطقة إدلب، وانتشارها على تخوم إقليم عفرين وريف حلب الشمالي، بالتنسيق مع عناصر من «هيئة تحرير الشام». كما تمركزت وحدات من الجيش التركي، وفق مصادر كردية محلية وفصائل منضوية في «الجيش السوري الحر»، في جبل الشيخ بركات في ريف حلب الغربي. ويُعدّ هذا الجبل موقعاً استراتيجياً يطل مباشرة على ريف عفرين ومواقع «وحدات حماية الشعب الكردية»، وبذلك، توسّع أنقرة من رقعة تواجدها في المنطقة، لتمتد إلى بلدة الأتارب بريف حلب الغربي، وقرية الطاموره في ريف حلب الشمالي، وتواردت معلومات عن التحضير لدخول شرطة تركية إلى داخل بلدة الأتارب في ريف حلب الغربي. تزامناً، بدأت تظهر بقوّة بوادر خلافات بين فصائل «درع الفرات»، حيث شهدت الساعات الماضية توتراً واشتباكات بين فصيليّ «الجبهة الشامية» و «فرقة السلطان مراد» في منطقة الحمران شمال حلب، على خلفية تسليم معبر باب السلامة والكلية العسكرية للحكومة الموقتة التابعة للائتلاف السوري المعارض. إلى ذلك، أفادت صحيفة «يني شفق» التركية أمس، بأن الجيش التركي سينتشر في مطاري أبو الظهور وتفتناز الواقعين في ريف مدينة إدلب. وأوضحت الصحيفة المقربة من دوائر القرار في أنقرة، أن القوات التركية ستتجه في الأيام المقبلة إلى مدينة عندان في ريف حلب الشمالي، إذ تسير على بعد 20 كيلومتراً على طول الحدود الجنوبية مع مدينة عفرين التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب الكردية». وتأتي هذه التطورات بعد عزل الجيش التركي عسكرياً منطقة عفرين عن مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري.