طهران، ريو دي جانيرو، لندن – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلن مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي السنة الإيرانيةالجديدة التي بدأت أمس، عام «جهاد اقتصادي لإحباط خطط الأعداء»، داعياً الله إلى «معاقبة أعداء شعوب» البحرين واليمن وليبيا، فيما دان الرئيس الأميركي باراك أوباما «اضطهاد» النظام في طهران شعبه منذ انتخابات الرئاسة عام 2009. وذكّر خامنئي بأنه كان أعلن السنة الإيرانية السابقة (1389) عام «الهمّة المضاعفة والعمل المضاعف. ولحسن الحظ تحقّق هذا الشعار عملياً على امتداد السنة». وأشار في خطاب بثه التلفزيون الإيراني لمناسبة عيد «نوروز»، إلى «إنجازات حققها مسؤولو البلاد في السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية» خلال السنة الماضية، مشيداً بتنفيذ حكومة الرئيس محمود احمدي نجاد «مشروعاً ضخماً» لرفع الدعم عن سلع أساسية، بوصفه «خطوة رئيسية» في الإصلاح الاقتصادي. ولفت إلى أن «التركيز الأساس لأعداء شعبنا وبلادنا، منصبّ على القضايا الاقتصادية»، معتبراً أن «العقوبات التي يخطّط لها أو يطبّقها أعداء الأمة الإيرانية، تستهدف توجيه ضربة للتقدم في بلادنا، أو عرقلة تقدمها المتسارع. لكن الأعداء لا يمكن أن يحققوا هدفهم من هذه العقوبات، بفضل سياسات مسؤولينا وتعاون أبناء أمتنا». وأضاف: «لهذا السبب، أُعلن هذا العام عاماً للجهاد الاقتصادي». ودعا المسؤولين والسكان إلى التصرّف طبقاً لذلك. وتطرّق خامنئي إلى «الأحداث المريرة التي تشهدها البحرين واليمن وليبيا»، قائلاً: «مرارة هذه الأحداث عكّرت علينا صفو العيد، ونأمل بأن يمنّ الله بالفرج العاجل على هذه الشعوب ويعاقب أعداءها». أما نجاد فهنأ «الشعب الإيراني الأبي والمجتمع البشري» بحلول عيد «نوروز»، لافتاً إلى أن السنة الإيرانية الماضية شهدت «تسلّق الشعب الإيراني قمم التقدم والرقي الواحدة تلو الأخرى، على رغم مؤامرات الأعداء والضغوط السياسية الشديدة وفرض العقوبات التي يقولون إنها موجعة». وأشار إلى «موجة الصحوة الإنسانية العظيمة والتحركات الشعبية في العالم»، واصفاً أحداث المنطقة بأنها «مهمة جداً». في غضون ذلك، ندد أوباما بقمع النظام الإيراني المعارضة، معرباً عن تضامنه مع المتظاهرين. وفي رسالة بثّها البيت الأبيض في شريط فيديو، لمناسبة عيد «نوروز»، قال أوباما: «ما نشهده في المنطقة برمتّها، هو الإرادة بأن تكون هناك حكومات مسؤولة إزاء شعبها. وإذ يؤكد سكان المنطقة على وجوب أن يختاروا الطريقة التي يُحكمون بها، اختارت حكومات المنطقة التجاوب كلّ على طريقتها». واعتبر أن «الحكومة الإيرانية ردّت حتى الآن مظهرة اهتمامها بحماية سلطتها، أكثر بكثير من اكتراثها لاحترام حقوق الإيرانيين». وأضاف: «ثمة حملة ترهيب وتجاوزات تُجرى منذ نحو سنتين. الشعب الإيراني تعرّض للاضطهاد. هذه الخيارات ليست دليل قوة، بل دليل خوف». وتوجه اوباما إلى «الشبان الإيرانيين»، معتبراً انهم «غير مقيّدين بأغلال الماضي». وقال: «مواهبكم وآمالكم وخياراتكم ستحدّد مستقبل إيران وتساعد على إنارة العالم. وعلى رغم أن المرحلة تبدو صعبة لكم، أريدكم أن تعلموا أنني معكم». وهذه ثالث رسالة يوجّهها أوباما في عيد «نوروز»، وتتّسم بنبرة جديدة إزاء النظام الإيراني، إذ قام عام 2009 بمبادرة تاريخية، توجّه خلالها مباشرة إلى القادة الإيرانيين عارضاً عليهم تخطي 30 سنة من العداء بين البلدين. وفي بيان منفصل لمناسبة عيد «نوروز»، أشادت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ب «تظاهرات التعبير السلمي عن حقوق الإنسان والكرامة التي رأيناها في كثير من (دول) المنطقة». إلى ذلك، أوردت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أن «إيران اشترت كمية ضخمة من الذهب في السوق العالمية. ونسبت الصحيفة إلى وثيقة سرية لوزارة الخارجية الأميركية، تعود إلى حزيران (يونيو) 2006، نشرها موقع «ويكيليكس»، أن أندرو بايلي وهو مسؤول بارز في المصرف المركزي البريطاني، أبلغ مسؤولاً أميركياً أن المصرف لاحظ «تحركات إيرانية مهمة لشراء ذهب»، معتبراً ذلك «محاولة من إيران لحماية احتياطاتها (من العملات الأجنبية) من خطر المصادرة».