طهران، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – انتهز مرشد الجمهورية علي خامنئي والرئيس محمود أحمدي نجاد مناسبة السنة الإيرانيةالجديدة التي بدأت أمس، ليشيدا بالانتخابات الرئاسية التي أُجريت في حزيران (يونيو) الماضي، معتبرين ان الشعب هزم من خلالها «مؤامرات الأعداء وتحركاتهم لضرب الثورة». في غضون ذلك، ندد أحد زعماء المعارضة مهدي كروبي بسياسة «الإقصاء» التي ينتهجها النظام، والذي اعتبر انه بات يقتصر على عدد من رجال الدين والقادة العسكريين المؤيدين للحكومة. وأشار كروبي الى رجال دين متشددين، مثل أحمد جنتي ومصباح يزدي وأحمد خاتمي، معتبراً ان «سفينة النظام» تحوّلت الى «مركب هزيل»، من خلال قصر النظام على هؤلاء والقوات المسلحة التي تدعم الحكومة. وتأتي تصريحات كروبي بعد قول خامنئي انه يريد ألا ينزل أحد من «سفينة النظام»، ما لم يصروا على ذلك. وشدد كروبي على تمسكه بالجمهورية الإسلامية، لكنه لا يثق بنظام تهيمن عليه «مجموعة صغيرة». وندد بقمع السلطات المتظاهرين، واعتقال «آلاف» الأشخاص، كما انتقد الضغوط الممارسة على وسائل الإعلام، ومواصلة حظر صدور مطبوعات وتوقيف صحافيين. الى ذلك، أطلق خامنئي على السنة الجديدة عام «الهمة المضاعفة والعمل المضاعف». وقال في خطاب الى الأمة لمناسبة السنة الجديدة (نوروز)، ان العام الإيراني الماضي كان «عام تألق الشعب والعظمة والانتصار والحضور التاريخي للشعب الإيراني في الميادين المرتبطة بمصير الثورة وإيران»، معتبراً ان «الشعب أثبت من خلال الاختبار العظيم الذي خاضه خلال الشهور التي أعقبت الانتخابات (الرئاسية)، إرادته وصموده وعزمه الوطني وبصيرته». وأضاف إن «الشعب الإيراني هزم بمقاومته الاستثنائية، ويقظته وتصميمه وحنكته، مؤامرات الأعداء وتحركاتهم العدائية لضرب الثورة من الداخل خلال العام الماضي». أما نجاد فاعتبر ان «الأعداء حاولوا ان يخفوا نجاح الشعب الايراني تحت التراب، لكنهم في الحقيقة مرّغوا وجوههم في التراب. عليهم ان يعلموا ان الأمة الايرانية اكثر تصميماً من العام الماضي، على مواصلة أهدافها السامية». وقال في رسالة بثها التلفزيون الإيراني، ان «التصويت الحاسم للامة لاختيار رئيس، حدّد في وضوح الطريق التي على الحكومة ان تسلكها»، مضيفاً ان «تطبيق العدالة واستعادة حقوق الشعب الإيراني من الأنانيين والمتمردين والمتغطرسين، سيستمر في شكل قاطع، وستسعى الحكومة الى تحقيق الأهداف الإلهية والإنسانية السامية واحلال السلام والأمن والرفاهية الدائمة للجميع». وحذر من ان «الأمة الايرانية ستحمي امنها القومي بكل قوتها، وستقطع بحسم اي يد قذرة من اي ناحية من العالم تحاول إلحاق الاذى بها»، مؤكداً ان بلاده «مصممة» على مواصلة نشاطاتها النووية. وأشار نجاد الى ان الحكومة «ستطبّق خططاً إصلاحية وثورية لمصلحة الشعب وخصوصاً المحرومين». في غضون ذلك، اعتبر النائب حسين إبراهيمي عضو لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان)، ان رسالة الرئيس الأميركي باراك اوباما لمناسبة «نوروز»، تدخلاً في شؤون إيران الداخلية. وقال: «هذا الخطاب وتخصيص 46 مليون دولار لدعم الحرب الإلكترونية والنفسية ضد الشعب الإيراني، خير دليل على التدخل الأميركي في الشأن الداخلي الإيراني». واعتبر ان أوباما «يعيش في ازمة ويكرر أخطاء سلفه لكن في شكل غير مباشر»، مضيفاً ان الرئيس الأميركي السابق جورج «بوش كان يتحدث ويهدد في شكل صريح، لكن أوباما يتخذ أسلوباً مزدوجاً في تعامله مع طهران، ولذلك ثمة تناقض بين تصريحاته وممارساته». وشدد إبراهيمي على ان «الشعب والحكومة الإيرانيين لا ينفصلان بعضهما عن بعض، وهما جسم واحد، ولذلك فهذه الخطب لن تؤثر على الرأي العام الإيراني، وهذه المحاولات ستكون هباءً منثوراً». وكان اوباما قال في رسالته ان «الحكومة الإيرانية اختارت خلال السنة الماضية أن تعزل نفسها، والتركيز في شكل هدّام على الماضي بدل الالتزام ببناء مستقبل افضل»، مضيفاً: «نعمل مع المجتمع الدولي لتحميل الحكومة الإيرانية المسؤولية، لأنها ترفض الوفاء بتعهداتها الدولية. لكن عرضنا بإجراء اتصالات ديبلوماسية شاملة وحوار، ما زال قائماً». وتعهد بأن تعمل الولاياتالمتحدة «على ضمان ان يتمكن الإيرانيون من الحصول على الوسائل المعلوماتية وتقنية الانترنت التي ستجعلهم قادرين على الاتصال في ما بينهم ومع العالم من دون خوف من الرقابة». وتستمر عطلة «نوروز» نحو أسبوعين، تتوقف خلالهما النشاطات السياسية، كما تعلّق الصحف صدورها حتى نهاية العطلة في 2 نيسان (أبريل) المقبل.