اوساكا (اليابان)، طوكيو، مانيلا، سيول - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - أعلنت الشرطة اليابانية امس، العثور على ناجيين تحت الأنقاض في مدينة ايشينوماكي المنكوبة بعد تسعة أيام على الزلزال المدمر والتسونامي الذي اجتاح شمال شرقي اليابان. وأوضح الناطق باسم شرطة ايشينوماكي أن الناجيين هما امرأة في الثمانين من العمر وفتى في السادسة عشرة، انتشلا من تحت الأنقاض. وقال إن حرارتهما كانت منخفضة لكنهما واعيين وتم إنفاذهما ونقلهما إلى المستشفى بمروحية. وكان المسعفون يئسوا عملياً من العثور على أحياء من كارثة 11 الشهر الجاري، والتي خلفت 8133 قتيلاً وأكثر من 12 ألف مفقود، كما ورد في حصيلة موقتة أعلنتها الشرطة امس. من جهة أخرى، قال تيتسورو فوكوياما نائب كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني للصحافيين امس، إن قدرا من التحسن طرأ على المفاعلات في محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية ولكن الوضع ما زال غامضاً. وأفادت وزارة الصحة في بيان إن مستويات الإشعاع فاقت معايير الأمان النووي في فوكوشيما ومقاطعة إيباراكي المجاورة. وأضافت أنها منعت بيع الحليب من مقاطعة فوكوشيما. في الوقت ذاته، اعلن الناطق باسم الحكومة اليابانية انه تقرر الاستغناء عن محطة «فوكوشيما 1» النووية بعد سلسلة الحوادث التي شهدتها مفاعلاتها اثر الزلزال المدمر والتسونامي الذي اعقبه. وقال يوكيو ايدانو خلال مؤتمر صحافي: «بعد دراسة موضوعية لحالة المحطة، اعتقد أن محطة فوكوشيما دايتشي (رقم 1) لن تعمل مجدداً». ولكنه قال إن القرار لا يتوقف فقط على الحكومة لأن المحطة مملوكة لمؤسسة كهرباء طوكيو (تبكو) وهي واحدة من كبرى شركات الكهرباء الخاصة في اليابان. وتقع محطة «فوكوشيما 1» على الساحل على بعد نحو 250 كلم شمال شرقي طوكيو، وتعتبر متقادمة لأنها بنيت في سبعينات القرن الماضي. وتوجد في المحطة ستة مفاعلات تعمل بالماء المغلي ولقد تضررت كثيراً بسبب الزلزال الذي بلغت قوته 9 درجات وأعقبه مد بحري هائل اجتاح كل الساحل الشمالي الشرقي. وتضررت أربعة من ستة من المفاعلات بسبب الانفجارات والحرائق التي حصلت فيها وكذلك استخدام مياه البحر لتبريدها. هزة الفيليبين على صعيد آخر، ضربت هزة أرضية قوتها 6.1 درجة شمال الفيليبين امس، احس بها سكان العاصمة مانيلا والأقاليم الشمالية، لكن لم ترد تقارير عن وقوع خسائر مادية أو بشرية. وأعلن المعهد الحكومي لعلوم البراكين والزلازل انه لم يصدر تحذير من أمواج مد لكن من المتوقع حدوث توابع للهزة. وأضاف المعهد في تقرير معدل نشره على موقعه على الإنترنت أن مركز الزلزال يقع على بعد 122 كيلومتراً شمال شرقي مدينة لاواج في جزيرة لوزون وعلى عمق 39 كيلومتراً. وكان المعهد ذكر في البداية أن شدة الهزة 6.4 درجة. وقال إسماعيل ناراج المسؤول عن قسم علوم الزلازل في المعهد إن الهزة «كبيرة وبالتالي نتصل لنطمئن على الجزر في الشمال لكن لم ترد تقارير عن حجم الأضرار بعد». وتقع الفيليبين على «حزام النار» في المحيط الهادئ وهي معرضة للزلازل وثورات البراكين. وكان زلزال قوته 7.8 درجة ضرب شمال الفيليبين عام 1990 وأسفر عن قتل اكثر من 1600 شخص. في سيول، أعلن معهد كوري جنوبي متخصص بالسلامة النووية تابع للدولة، أن الغبار الأصفر الذي ينتشر في سماء البلاد سنوياً آتياً من الصين يعتقد بأنه يحتوي على مواد مشعة يفترض بأنها متسربة من محطات الطاقة النووية في الدولة المجاورة. ونقلت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية عن المعهد الكوري للسلامة النووي أن كميات صغيرة من العنصر الكيميائي المرتفع الإشعاعات «سيزيوم -137» ضبطت في الهواء في كوريا الجنوبية في شباط (فبراير) ونيسان (أبريل) العام الماضي، فيما بات الغبار أكثر خطراً خلال السنوات العشر الماضية. وقال المعهد في تقرير قدمه للنائب المعارض بيون جاي إيل إن الغبار الأصفر، الذي يهب من الصين ومنغوليا كل ربيع ويحتوي أحياناً على مواد كيماوية سامة تبثها المصانع الصينية، يمكن أن يتسبب بأمراض تنفسية. وسجل أعلى معدل في آذار (مارس) من العام الماضي، حين بلغت معدلات السيزيوم في هواء كوريا الجنوبية 89.6 بيكيرل بالكيلومتر المكعب الواحد على مدى ثلاثة أيام، وهو معدل يعد عالياً. ويعد وجود أكثر من 50 ألف بيكيرل من السيزيوم في المتر المكعب الواحد من الهواء مضراً لجسم الإنسان. وحذر النائب الذي اطلع على التقرير من أن معدلات هذه المادة قد تزداد مستقبلاً لأن الصين تعمل على بناء مزيد من محطات الطاقة. وقال بيون: «نحن بحاجة للاستعداد للخطر المحتمل، ونتخذ العبر من زلزال اليابان المدمّر».