حض الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش قادة ميانمار على إنهاء «الكابوس» الذي يعيشه لاجئو الروهينغا المسلمين الذين فروا من العمليات العسكرية من ولاية راخين (غرب) الى بنغلادش، والسماح بوصول مساعدات انسانية الى الولاية، وذلك غداة غرق مركب كان يقل لاجئين قبالة سواحل بنغلادش الخميس، الذي توقعت المنظمة الدولية للهجرة ان تبلغ حصيلة ضحاياه 60 قتيلاً على الاقل. وقال غوتيريش في مداخلة امام مجلس الأمن، الذي عقد أول جلسة علنية حول ميانمار منذ ثماني سنوات واتخذ خلالها قرار تمديد مهمة بعثة تقصي حقائق في ميانمار ستة أشهر حتى ايلول (سبتمبر) 2018، على رغم معارضة ميانمار: «تدهور الوضع، وباتت أزمة اللاجئين الفارين كابوساً في مجال حقوق الانسان»، داعياً الى السماح لأولئك الذين فروا من النزاع بالعودة الى ديارهم. وحذر من ان عدم وضع حد ل «العنف الممنهج» قد يؤدي الى تمدده الى وسط راخين، ويجبر 250 الف مسلم اضافي على الفرار. ووجهت السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة نيكي هايلي الانتقادات الأقوى، واتهمت سلطات ميانمار ب «شن حملة وحشية ومستمرة لتطهير البلاد من اقلية إتنية». واضافت: «يجب ان يخجل القادة الكبار الذين ضحوا بالكثير في سبيل جعل ميانمار منفتحة وديموقراطية»، في توبيخ ضمني لرئيسة وزراء ميانمار اونغ سان سو تشي التي تضررت سمعتها كمناضلة في مجال حقوق الانسان بسبب الأزمة الحالية. ودعت هايلي الدول الى تعليق إمداد ميانمار بأسلحة حتى يتخذ جيش هذه الدولة اجراءات المحاسبة المناسبة على الانتهاكات ضد الروهينغا. وهي المرة الأولى التي تدعو فيها الولاياتالمتحدة لمعاقبة القادة العسكريين الذين يقفون وراء القمع. لكن هايلي لم تهدد بإعادة فرض العقوبات التي علقتها واشنطن في عهد الرئيس باراك اوباما. وصرح مستشار الأمن القومي في ميانمار، ثاونغ تون لمجلس الأمن بأن «ميانمار لا تشهد تطهيراً عرقياً أو إبادة». ووجه دعوة الى الأمين العام للأمم المتحدة لزيارة البلاد، علماً ان رانغون تمنع الوصول الى بؤرة النزاع في راخين، لكنها وافقت هذا الاسبوع على السماح بزيارة مندوبين للأمم المتحدة المنطقة، ثم أرجأت الزيارة الى الثاني من تشرين الأول (اكتوبر) المقبل بسبب الأحوال الجوية السيئة. في بنغلادش، انقلب قارب أقلَّ لاجئين من الروهينغا على مسافة امتار من الساحل وسط مياه هائجة بسبب الأمطار الغزيرة والرياح القوية. وقالت منظمة الهجرة الدولية ان حوالى مئة شخص غالبيتهم من الأطفال كانوا على متن المركب على الأرجح، فيما اكدت قيادة خفر السواحل في بنغلادش انتشال جثث 16 شخصاً غالبيتهم من الأطفال.