اتهمت وزارة الدفاع الروسية اليوم (الخميس) الولاياتالمتحدة بنشر لواء إضافي في بولندا في شكل ينتهك الاتفاق الموقع بين موسكو وحلف الأطلسي، وهو ما نفته السفارة الأميركية في وارسو. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن «قوات اللواء المدرع (الأميركي) الثالث» كان يفترض ان تحل في بولندا وفي بلدان البلطيق «محل جنود اللواء الثاني المدرع للقوات الأميركية، حتى لا تنتهك القانون التأسيسي بين الحلف الأطلسي وروسيا، الموقع في 1997». وقال الناطق باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف، إن «اللواء المدرع الثاني للولايات المتحدة وصل الى بولندا بطريقة سرية وانتشر فيها مع آلياته المدرعة»، بدلاً من ان يغادر المنطقة. وأكد الناطق أن «المعدات العسكرية للواء المدرع الأميركي الثالث بقيت خلال هذا الوقت في بولندا وفي دول البلطيق»، موضحاً أن ذلك يعني ان لواء اضافياً «انتشر بفعل الأمر الواقع» قرب الحدود الروسية. ونفت السفارة الأميركية في وارسو انتشار اي لواء جديد، موضحة في بيان ان ما يحصل هو استبدال للوحدات المنتشرة في المنطقة، في اطار كتيبة الحلف الأطلسي المنتشرة منذ الربيع. ونفى الحلف الأطلسي ايضاً في بيان الاتهامات الروسية. وقال نائب الناطق باسم حلف الأطلسي بيار كازاليه ان الحلف «يلتزم بالكامل الاتفاقية التأسيسية بين الحلف وروسيا». وأضاف في بيان «اي اتهام بأن حلف الأطلسي ينتهك الاتفاق او يخل بوعوده، غير صحيح». وتعتبر موسكو أن هذا الانتشار الجديد يلي «هستيريا» الحلف الأطلسي أثناء المناورات الروسية-البيلاروسية «زاباد-2017» (غرب-2017) التي اجريت من 14 الى 20 ايلول (سبتمبر) الماضي. وأكد كوناشينكوف أن «كل هذه الهستيريا لدول البلطيق والبولنديين حول التهديد الروسي خلال زاباد-2017 كان ستاراً دخانياً لهذه العملية التي قامت بها وزارة الدفاع الأميركية» لانتشار مفترض للواء اميركي جديد على الحدود الروسية. وفي شأن آخر، دانت روسيا اليوم قرار الولاياتالمتحدة بنزع الأعلام الروسية المرفوعة فوق مبانيها الديبلوماسية التي أغلقت بأمر من السلطات الأميركية في واشنطن وسان فرانسيسكو. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في لقاء مع صحافيين، إن «الأعلام الروسية نزعت من البعثة التجارية الروسية في واشنطن والقنصلية العامة في سان فرانسيسكو». وأضافت «انه عمل عدائي جديد من قبل السلطة الأميركية على مبانينا الديبلوماسية، وانتهاك لرموز الدولة الروسية». وتابعت «ابلغنا الولاياتالمتحدة باحتجاجاتنا الحازمة»، مشيرة الى ان السلطات الأميركية تحركت من دون موافقة موسكو. ودان السفير الروسي في واشنطن اناتولي انطونوف هذا الإجراء، معتبراً انه «غير ودي الى ابعد حد»، كما ورد في بيان للسفارة. وقال «نطالب بالعودة الفورية لرموز دولتنا الى اماكنها». وحذر في لقاء مع شبكة التلفزيون الروسية «فيستي» أن «هذا النوع من الإجراءات لا يمكن إلا أن يعقد الحوار الروسي الأميركي». وأمرت الولاياتالمتحدةروسيا بإغلاق قنصليتها في سان فرانسيسكو وبعثاتها التجارية في واشنطن ونيويورك، رداً على قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تموز (يوليو) الماضي خفض عدد الديبلوماسيين والموظفين الروس أو الأميركيين العاملين في روسيا، والذي طاول 755 موظفاً. وكان بوتين اتخذ هذا القرار رداً على عقوبات اقتصادية جديدة فرضتها واشنطن