سيقوم الأمين العام ل «حلف شمال الأطلسي» ينس ستولتنبرغ بزيارة إلى كتيبة تابعة للحلف تقودها الولاياتالمتحدة في بولندا الجمعة المقبل، وسط مخاوف مرتبطة بتدريبات عسكرية ضخمة ستجريها روسيا في بيلاروسيا المجاورة الشهر المقبل. وصرح نائب وزير الدفاع البولندي توماس تشاتكوفسكي لوسائل إعلام محلية اليوم (الثلثاء) أن ستولتنبرغ سيجري محادثات مع الرئيس البولندي أندريه دودا في وارسو الخميس المقبل، قبل أن يتوجه إلى قاعدة «حلف الأطلسي» في قرية أورجيتش الشمالية. وتتكون الكتيبة من مختلف الجنسيات التي تتخذ من اورجيتش مقراً لها، هي واحدة من بين أربع كتائب نشرها «حلف الشمال الأطلسي» الربيع الماضي في بولندا ودول البلطيق، لطمأنة حلفائه في أقصى الشرق الذين أثارت مخاوفهم التدريبات العسكرية الروسية المتكررة قرب المنطقة، بعدما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم من أوكرانيا العام 2014. وتقع قاعدة أورجيتش على بعد 100 كيلومتر من جيب كالينيغراد الروسي وقرب «ممر سوالكي» البري الذي يعد بمثابة مفتاح أمن دول البلطيق. ويقع الممر الممتد على طول 65 كيلومتر على الحدود البولندية – الليتوانية، وبين كالينيغراد وبيلاروسيا، حليفة الكرملين. ويحذر خبراء عسكريون من أن استحواذ الروس عليه سيعزل دول البلطيق الثلاث الأعضاء في الحلف وهو ما سيشكل ضربة له. وتخشى دول البلطيق التي اختبرت الحكم السوفياتي في الماضي من أنها قد تكون الهدف التالي لضغوطات الكرملين، وهو ما يدفعها إلى النظر بريبة إلى تدريبات «زاباد 2017» العسكرية الروسية التي ستجري في بيلاروسيا على الحدود مع لاتفيا وليتوانيا وبولندا في ايلول (سبتمبر) المقبل. وحذر وزير الدفاع الليتواني رايمونداس كاروبليس في حزيران (يونيو) الماضي من أن موسكو قد تستخدم المناورات العسكرية المقبلة للتغطية على تمركز دائم لقواتها في خاصرة الحلف الشرقية. وقال كاروبوليس، إن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد اختبار حلف الاطلسي، وعلى الأرجح تشكل منطقة البلطيق المكان الأفضل بالنسبة له لإجراء اختباره»، مضيفاً أن حكومته تقدر بأن 100 ألف جندي روسي سيشاركون في التدريبات، فيما أشارت الأرقام الرسمية التي تناقلتها وسائل الإعلام البولندية إلى أن عدد القوات لن يتخطى 12700. ودعت موسكو ممثلي دول البلطيق الثلاث لحضور المناورات. وفي تموز (يوليو) الماضي، أفاد ستولتنبرغ أن المسؤولين الروس زودوا الحلف بالأرقام المتعلقة بتدريبات «زاباد» من دون أن يفصح عنها، مشيراً إلى أن على موسكو القيام بذلك إن أرادت. وأضاف أن «حلف الأطلسي أجرى محادثات صريحة مع موسكو في شأن كيفية تجنب حدوث سوء فهم خطر، في ما يتعلق بمسائل مثل المناورات». وقال قائد القوات البرية الأميركية في أوروبا الجنرال بين هودجز الأسبوع الماضي، إن «بولندا أصبحت مركز الثقل بالنسبة لجيش الولاياتالمتحدة في كل ما نقوم به في إطار ردع روسيا».