فكرت ادارة المتاحف الباريسية في خطة تسمح لها بزيادة مدخولها المادي إثر الأزمة الاقتصادية، بعدما قلصت وزارة الثقافة الفرنسية دعمها السنوي للمتاحف وقاعات العرض الفنية. ووجدت الخطة في عقد اتفاقات مع دور راقية للأناقة والعطور والمكملات والمجوهرات لوضع إعلانات مدفوعة على الأسوار الخارجية للمتاحف، خصوصاً أن الأسعار مرتفعة جداً، نظراً الى الحشود التي تتجمع عادة أمام هذه المباني وتقف في طوابير انتظار طويلة، لمدة تزيد أحياناً عن ثلاث أو أربع ساعات. وبدأت الهيئة في تطبيق خطتها، وراحت تُزيّن سور متحف أورسيه الفخم المطل على نهر السين بإعلان ضخم لماركة ثياب بريطانية، ويفترض أن يتبعه متحف اللوفر وغيره، بعدما أبرمت اتفاقات مع كبريات دور الأزياء الراقية. لكن درب المتاحف الفرنسية للوصول الى هدفها لم يكن سهلاً. فهناك جمعية تدافع بشراسة عن الفنون الجميلة، وهي بدأت تطالب بإلغاء كل الاتفاقات المعقودة بين المتاحف الباريسية ودور الأزياء، بحجة أن أسوار المتاحف ليست مبنية كي تزين بالإعلانات التجارية وانما بالإعلان عما هو معروض في داخل كل متحف، وأن محبي الفن الأصيل الذين يشكّلون أساس زوار المتاحف الباريسية العريقة، صُدموا لدى اكتشافهم واجهة متحف أورسيه وقد غطاها اعلان تجاري ضخم من الصعب تفاديه، وهم ليسوا على استعداد لمواجهة هذه المهانة عندما يزورون متحف اللوفر وغيره. إضافة إلى كون هذه العملية كفيلة بتشويه صورة باريس كعاصمة للجمال في نظر الزوار الأجانب، الذين يترددون إلى متاحفها ويلتقطون صور واجهاتها. وردّت المتاحف بأن الإعلانات منتقاة بعناية، ولن تخص بضاعة رخيصة أو دون المستوى المطلوب. ولكن فصول الحكاية مرشحة للاستمرار، إذ إن الجمعية تنوي رفع الموضوع أمام القضاء وممارسة كل الضغوط الممكنة على المتاحف حتى لا تصيب عدوى الربح التجاري الناتجة عن العولمة دنيا الفنون الباريسية الراقية.