نيويورك (الاممالمتحدة)، طرابلس - ا ف ب - صوت مجلس الامن الدولي ليل الخميس في مصلحة تنفيذ ضربات جوية ضد ليبيا لمنع القذافي من استخدام الطيران ضد المتمردين، في حين اعلن وزير خارجية فرنسا الان جوبيه ان التحرك سيبدأ خلال ساعات. ويجيز القرار الذي تبناه مجلس الامن الدولي استعمال "كل الاجراءات الضرورية" لحماية المدنيين ومنع الجيش الليبي من اطلاق النار. وصدر القرار باغلبية 10 اصوات من اصل 15 يتألف منهم مجلس الامن. وقد امتنعت روسيا والصين عن التصويت ولكنهما لم تستعملا حق النقض (الفيتو) لاسقاط مشروع القرار. وامتنعت كذلك المانيا والبرازيل والهند عن التصويت. وفي وقت اعلن معمر القذافي عن شن هجوم على مدينة بنغازي، معقل الثوار، حذر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه من انه ليس هناك الكثير من الوقت للتدخل. وقال "المسألة قد تكون مسألة ساعات". وكان اعلن في وقت سابق ان الضربات الجوية ستبدأ فور تبني القرار. واضاف جوبيه "كل يوم وكل ساعة تمر تزيد من ثقل المسؤولية الملقاة على اكتافنا. سيكون من شرف مجلس الامن اعلاء القانون على القوة في ليبيا والحرية على القمع". وبعد التصويت، قال سفير بريطانيا لدى الاممالمتحدة مارك ليال ان بلاده "مستعدة لتحمل مسؤولياتها لوضع حد لاعمال العنف وحماية المدنيين". اما سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الاممالمتحدة سوزان رايس فقالت ان بلادها "تقف الى جانب الشعب الليبي وتطلعه الى حقوق الانسان". واضافت ان "مجلس الامن تجاوب مع نداء مساعدة الشعب الليبي. هذا التصويت هو استجابة قوية لاحتياجات ملحة على الارض". وفي معسكر الذين امتنعوا عن التصويت، اشار سفير المانيا بيتر ويتينغ الى ان بلاده "ترى مخاطر كبيرة" في استعمال القوة المسلحة. وقال "لا يجوز التقليل من امكانية سقوط عدد كبير من الضحايا". واوضح ان بلاده لن تشارك في العمليات العسكرية ضد ليبيا. اما سفيرة البرازيل ماريا لويزا ريبيرو فيوتي فقالت ان بلادها "ليست مقتنعة بان استعمال القوة سيؤدي الى وضع حد لاعمال العنف". واضافت "هذا الامر قد يحمل المزيد من الضرر بدلا من الخير للشعب الليبي". ومن ناحيته، اعتبر سفير روسيا فيتالي تشوركين ان "الاندفاع الى استعمال القوة هو الذي تغلب. انه لامر مؤسف جدا". وذكر ان بلاده اقترحت قرارا يدعو الى وقف لاطلاق النار. ليبيا تستخف ثم تبدي استعدادها لوقف النار اعتبر الامين المساعد لوزارة الخارجية الليبية خالد الكعيم ليل الخميس ان قرار مجلس الامن الدولي الذي اجاز تنفيذ ضربات جوية في ليبيا "لا يساوي الورق الذي كتب عليه". وقال الكعيم لفرانس برس ان هذا القرار "لا يساوي الورق الذي كتب عليه وهو تآمر على الشرعية ودعوة لذبح الشعب الليبي". واضاف ان "فرنسا عندما تبنت القرار او تزعمت مع بريطانيا وامريكا (المساعي لاقراره) كانت تسعى الى تقسيم ليبيا والنية كانت التوجه العدواني ضد وحدة ليبيا واستقرارها". واعتبر المسؤول الليبي ان "القرار لا علاقة له بالسياسة او الديموقراطية، والدليل ان المجتمع الدولي ورغم مطالبتنا الملحة له بارسال لجنة لتقصي الحقائق الا انه تلكأ ولم يبعث احدا". ثم عاد الكعيم وأعلن ان ليبيا مستعدة لوقف اطلاق نار ضد المتمردين ولكنه طلب بحث تفاصيل تطبيقه مسبقا. وقال الكعيم في مؤتمر صحافي "اننا جاهزون لهذا القرار لكننا محتاجون ان نتكلم مع طرف محدد لنناقش كيفية تطبيقه". واضاف "سوف نتعامل مع هذا القرار بشكل ايجابي وسنؤكد نيتنا هذه من خلال ضمان حماية للمدنيين". "تكلمنا الليلة الماضية (الاربعاء) مع الموفد الخاص للامم المتحدة وطرحنا اسئلة مشروعة حول التطبيق والتفاصيل".