دخلت آليات ومركبات عسكرية تركية محافظة إدلب شمال سورية أمس، استعداداً لشن عمليات عسكرية داخل المحافظة لتأمين الحدود التركية- السورية وطرد «هيئة تحرير الشام». وقال مسؤول في المعارضة السورية إن فريق استطلاع تركياً دخل مع الرتل العسكري وتوجه إلى جبل الشيخ بركات الذي يطل على مناطق يسيطر عليها عناصر المعارضة في محافظة حلب المجاورة لإدلب ومنطقة عفرين التي يسيطر عليها أكراد سورية. في موازاة ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، في تحذير إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية، إن بلاده لن تتعايش مع «كوباني جديدة»، وإنها «ملزمة تدمير أي ممر إرهابي» في شمال سورية. وزاد: «إذا لم تتحرك تركيا ستسقط القنابل على مدننا» (للمزيد). وشدد أردوغان، في تصريحات خلال اجتماع لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم، على أن بلاده لن تسمح بمحاصرتها عبر التهديدات الآتية من سورية والعراق، محذراً من محاولات لإقامة دولة كردية على الحدود الشمالية لسورية. وأضاف: «نحن مضطرون لعرقلة الحزام الإرهابي المراد إنشاؤه من أقصى شمال سورية إلى البحر الأبيض المتوسط، فلا يمكن السماح بتنفيذ هذا المشروع، وإذا تحقق فإننا سنشهد أحداثاً مماثلة لتلك التي حصلت في كوباني»، وذلك في إشارة إلى المدينة السورية المجاورة للحدود التركية والتي استعادها عناصر «وحدات حماية الشعب الكردية» من «داعش» عام 2015 وتحولت معقلاً لهم. وقال أردوغان إن أنقرة تنفذ اتفاقاً تم التوصل إليه مع روسيا وإيران للحد من العنف في إدلب، بالتعاون مع عناصر «الجيش السوري الحر». وأوضح أن «الجيش الحر» يتقدم في إدلب من دون حوادث أو مشكلات. وأفادت صحف تركية أمس باستعداد أردوغان للتدخل في عفرين لوقف تنامي النفوذ الكردي. وعنونت صحيفة «يني شفق» المقربة من الحكومة التركية: «اليوم إدلب، غداً عفرين»، في حديثها عن «عملية إحلال السلام في إدلب». وواصلت القوات الخاصة التركية احتشادها مع عتاد عسكري ودبابات قرب الحدود السورية أمس، لكن العملية العسكرية لم تبدأ بعد. وأفادت مصادر في المعارضة بأن الرتل العسكري التركي دخل إدلب برفقة عناصر من «هيئة تحرير الشام»، المفترض أن تستهدفها العملية العسكرية التركية- الروسية، ما يؤشر إلى احتمال إبرام اتفاق لتجنب القتال. وضعفت «هيئة تحرير الشام» إلى حد كبير بسبب الانشقاقات الأخيرة والاقتتال الداخلي، وباتت تتكون في شكل عام من عناصر «جبهة النصرة» فقط. وحتى داخل «النصرة» هناك خلافات حول التعامل مع التدخل العسكري التركي. إلى ذلك، قتل 11 مدنياً على الأقل بينهم طفلان في غارات جوية على سوق في معرة النعمان في إدلب. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «استهدفت طائرات حربية سوقاً في مدينة معرة النعمان» في إدلب، متهماً قوات النظام بشن الغارات. تزامناً، أطلقت «قوات سورية الديموقراطية» المرحلة الأخيرة من هجومها ضد «داعش» في الرقة. وقال قائد ميداني في «سورية الديموقراطية» إن الهجوم الأخير على آخر الخطوط الدفاعية ل «داعش» يهدف إلى إكمال طرده من المحافظة التي كانت تعد يوماً عاصمة «خلافته» المفترضة. وستمثل خسارة «داعش» لما تبقى في قبضته من شوارع ومبان في الرقة لحظة فارقة في المعركة الدائرة للقضاء عليه. وقال القائد الميداني ل «رويترز» إن الهجوم على «داعش» في وسط الرقة سيركز على المنطقة حول الاستاد وسيحاول تطويقها. وأضاف: «تتجمع قوات داعش هناك لأن هذه هي المرحلة الأخيرة. ستقاوم أو تستسلم أو تموت والموت هو الملاذ الأخير». وإلى جانب الحشد ضده في الرقة، أعلن مصدر رسمي سوري أن القوات النظامية وحلفاءها طوّقوا «داعش» في مدينة الميادين، جنوب شرقي دير الزور.