برزت ملامح توتر جديد بين موسكووأنقرة لدى إعلان قيادي كردي سوري نية الجيش الروسي إقامة قاعدة عسكرية في عفرين، الأمر الذي نفته موسكو في محاولة لطمأنة أنقرة، لكنها أكدت انتشار عناصر ومدرعات روسية وفتح «مركز مصالحة» في مناطق «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تعتبرها تركيا تنظيماً إرهابياً. وتواصلت المعارك بين القوات النظامية وفصائل إسلامية بينها «النصرة» في حي جوبر شرق دمشق، وشن الطيران السوري غارات عدة على أطراف العاصمة. وجدد مجلس الوزراء السعودي إدانة استهداف القوات الجوية السورية القوافل الإنسانية التابعة للأمم المتحدة ما أدى إلى تعليق المساعدات، معرباً خلال جلسته أمس، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عن القلق إزاء النتائج التي توصل إليها تقرير اللجنة الدولية الخاصة بسورية الذي عرضته أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وما تضمنه من جرائم حرب ترتكبها دمشق وحلفاؤها بحق الشعب السوري، خصوصاً في حلب، «ما تسبب في تدمير المدارس والمستشفيات ومصادر المياه والطعام، وراح ضحيتها الأبرياء». وقال الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية ريدون خليل، إنه تم الاتفاق مع روسيا على إقامة قاعدة عسكرية في عفرين شمال سورية، وإن قوات روسية وصلت مع ناقلات جند وعربات مدرعة بالفعل إلى عفرين. وأضاف: «الوجود الروسي في منطقة جنديرس في عفرين جاء بعد اتفاق مع القوات الروسية العاملة في سورية في إطار التعاون ضد الإرهاب وتقديم القوات الروسية المساعدة لتدريب قواتنا على أساليب الحرب الحديثة وبناء نقطة اتصال مباشرة مع القوات الروسية». وأضاف: «هذا (الاتفاق) هو الأول من نوعه». وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «حوالى 100 عنصر من القوات الخاصة الروسية دخلت رفقة عربات ومدرعات إلى مقاطعة عفرين، باتفاق بين القوات الروسية والقوات الكردية، وهذه القوات ستتمركز في معسكر في كفر جنة في ريف عفرين، على أن تحضّر لإنشاء قاعدة عسكرية روسية ستقوم بدورها في مهمتين رئيسيتين: منع الاحتكاك بين القوات الكردية والقوات التركية في حدود مقاطعة عفرين ومناطق سيطرة القوات الكردية، وتدريب القوات الكردية». ومن المرجح أن تثير هذه الخطوة غضب تركيا المجاورة، إذ تعتبر أنقرة «وحدات حماية الشعب» الكردية امتداداً ل «حزب العمال الكردستاني»، الذي يشن تمرداً داخل تركيا، وتعتبره تنظيماً إرهابياً. وقال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي، إن أنقرة لن تقبل بوجود «منطقة إرهاب» شمال سورية، وإن التركيبة العرقية في المنطقة ينبغي أن تبقى من دون تغيير، وذلك رداً على تصريحات خليل. ونفت وزارة الدفاع الروسية وجود أي خطط لإنشاء قاعدة عسكرية جديدة في الأراضي السورية، مشيرة إلى أنها ستنقل جزءاً من «مركز المصالحة» التابع لها في قاعدة حميميم إلى منطقة قرب عفرين. وهذا أول انتشار عسكري روسي في إقليم عفرين غرب نهر الفرات، علماً أن الجيش الأميركي نشر ألف عنصر في إقليمي الجزيرة وعين العرب (كوباني) شرق نهر الفرات. وأعلنت أنقرة أكثر من مرة رفض الأقاليم الكردية الثلاثة وقيام «كردستان سورية». إلى ذلك، شهدت الأطراف الشمالية الشرقيةلدمشق معارك ضارية أمس بين القوات النظامية وحلفائها من جهة، وفصائل معارضة وإسلامية بينها «هيئة تحرير الشام» التي تضم فصائل بينها «فتح الشام» (النصرة سابقاً) من جهة ثانية. وبعدما أعلنت الحكومة السورية أن قواتها استعادت كل المواقع التي سيطر عليها المعارضون في هجومهم المفاجئ الأحد، أفاد «المرصد» بأن الفصائل شنت هجوماً جديداً أمس بعد الهجوم المضاد الذي بدأته القوات النظامية. وأشار شاهد من «رويترز» إلى أن طائرات حربية حلّقت في سماء دمشق في الصباح الباكر، وأُغلقت شوارع في مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة قرب الاشتباكات. وقال «المرصد» إن الطائرات الحربية شنت أكثر من 100 غارة منذ الأحد على حي جوبر ومحيطه وأماكن في منطقة القابون القريبة منه.