شهدت العاصمة الفرنسية يومي السبت والأحد سلسلة لقاءات بين وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وقيادات لبنانية، منها رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي التقاه يوم السبت في لقاء منفرد ثم لقاء آخر تم يوم السبت مع رئيس الحكومة اللبنانية السابق فؤاد السنيورة. في حين يبدأ رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام جولته على عدد من الدول العربية، اليوم في المملكة العربية السعودية التي يصل إليها على رأس وفد وزاري وتستمر حتى غد الثلثاء. وتأتي هذه الزيارة في سياق التشديد على إعادة الحرارة إلى العلاقات بين البلدين، بعد الفتور الذي مرت به طوال فترة الحكومة السابقة برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، والتي كانت شهدت توترات أمنية على نطاق واسع في عدد من المناطق اللبنانية على خلفية مشاركة «حزب الله» في القتال الدائر في سورية إلى جانب النظام فيها والتي ما زالت موضع انتقاد من جانب معارضيه وعلى رأسهم «قوى 14 آذار». (للمزيد) وتمنى سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان علي عواض عسيري في بيان، أن تشكل الزيارة مناسبة لتعزيز أواصر الأخوة وتبادل الآراء حول الأوضاع التي تشهدها المنطقة، مع عودة الاستقرار إلى الربوع اللبنانية بفضل الخطة الأمنية لمدينة طرابلس ومنطقة البقاع الشمالي التي تنفذها وحدات من الجيش وقوى الأمن الداخلي. وإذ أكد السفير عسيري أن السياح السعوديين يشكلون نحو 20 في المئة من السياح العرب الذين يزورون لبنان، رأت مصادر وزارية رفيعة أن عودة الاستقرار إلى المناطق اللبنانية كافة تشكل حافزاً لرفع الحظر عن سفر السعوديين إلى لبنان بسبب التوترات التي سبقت تنفيذ الخطة الأمنية ويمكن أن تدعم بانتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفاً للرئيس الحالي ميشال سليمان ضمن المهلة الدستورية التي تنتهي في 25 أيار (مايو) الجاري. واعتبرت أن عقد مجلس الدفاع الأعلى، أمس برئاسة سليمان وحضور سلام والوزراء المعنيين وقادة الأجهزة الأمنية ومن بينهم رئيس الأركان اللواء وليد سلمان بالنيابة عن قائد الجيش العماد جان قهوجي الموجود حالياً في المملكة العربية السعودية للتوقيع على البروتوكول الرامي إلى تسليح الجيش من جانب الحكومة الفرنسية وبهبة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قيمتها ثلاثة بلايين دولار، ينم عن وجود رغبة قاطعة بعدم إخضاع الاستقرار الأمني للتجاذبات السياسية المترتبة على استحقاق انتخاب الرئيس، وبالتالي الدفع في اتجاه تشجيع الرعايا العرب لقضاء عطلة الصيف في لبنان. وفي باريس، تناولت المحادثات التي أجراها سعود الفيصل الاستحقاق الرئاسي مع الشخصيات اللبنانية التي التقاها. وكان استضاف رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري في منزله الباريسي حيث وصل من الرياض ليلة السبت بعد ظهر أمس جعجع والسنيورة إلى غداء عمل حضره نادر الحريري استغرق وقتاً طويلاً. وتردد في العاصمة الفرنسية عن إمكان حصول لقاء بين الحريري وجنبلاط ولكن ذلك لم يتأكد.