اخلت قوة دفاع البحرين دوار اللؤلؤة في المنامة، والذي تحول «الى كومة من الرماد والركام»، من المتظاهرين. وسقط خلال المواجهات التي دارت عند الفجر مع القوات الامنية، ستة قتلى بينهم ثلاثة من رجال الشرطة. واعلنت البحرين، الخاضعة لحالة الطوارئ، حظر تجول جزئياً في بعض اجزاء المملكة، خصوصاً في المناطق الحساسة لفترة 12 ساعة. وتلقّى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، اتصالاً هاتفياً أمس من الرئيس باراك أوباما الذي اتصل ايضا بالقيادة البحرينية. وقالت «وكالة الأنباء السعودية» ان المكالمة تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطورات الأوضاع في المنطقة بما في ذلك الوضع في البحرين. واعلن البيت الابيض ان اوباما طلب من القيادتين السعودية والبحرينية «ضبط النفس». وبعث الملك عبدالله برسالة إلى الرئيس بشار الأسد، سلمها مستشار خادم الحرمين، الامير عبدالعزيز بن عبدالله خلال استقبال الرئيس الأسد له في دمشق أمس، وتناولت «العلاقات الثنائية المميّزة بين البلدين وآخر التطوّرات على الساحة العربية». وذكرت «واس» ان الامير سعود الفيصل ونظيريه البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، والإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، بحثوا في التطورات مع احمد داود اوغلو وزير الخارجية التركية. وذكرت وكالة أنباء «جيهان» التركية أن الوزراء الأربعة تبادلوا المعلومات والآراء والاقتراحات في شأن الأوضاع الراهنة، بما في ذلك وجود قوات «درع الجزيرة» في البحرين. وذكرت «واس» ان من المنتظر أن يزور الأمير سعود الفيصل تركيا قريباً. وكان خلاء دوار اللؤلؤة من المعتصمين فيه منذ حوالى شهر اثار حنق القيادتين الايرانية والعراقية والمراجع الشيعية. واعتبرت ايران دخول القوات الخليجية الى البحرين «خطوة تزيد في تعقيد الامور». ووصف الرئيس محمود احمدي نجاد ما يجري بانه « تجربة قذرة وخاسرة وان شعوب المنطقة تضع مسؤولية هذه الخطوة القذرة علي الولاياتالمتحدة». وراي نجاد، الذي استخدم «الحرس الثوري» لقمع انتفاضة الايرانيين بعد الانتخابات الرئاسية، ان عمليات القتل التي تحصل في المنطقة «نقطة سوداء لن تُمحي من جبين الولاياتالمتحدة». وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي انه أعرب عن قلقه من تدخل بلدان مجاورة في البحرين. وأشار الى أن ذلك «يهدد باشعال التوتر الطائفي». وادعى المالكي، في اجتماع مع الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي أكمل الدين احسان أوغلو، ان ذلك «سيؤدي الى تعقيد الوضع في المنطقة بطريقة تقود الى اشعال العنف الطائفي بدلاً من حله». وبعد ساعات من اعلان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون «ان البحرين وحلفاءها الخليجيين، الذين أرسلوا قوات الى البحرين «يتبعون مسارا خاطئا»، قال جاي كارني، الناطق باسم البيت الابيض، ان الرئيس أوباما اتصل بخادم الحرمين الشريفين وملك البحرين حمد بن عيسى. وقال: «عبر الرئيس عن قلقه العميق في شأن العنف في البحرين وشدد على الحاجة الى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس». وكانت كلينتون ابلغت شبكة «سي.بي.اس» التلفزيونية الاميركية ان الادارة «ترى ما يحدث في البحرين مثير للقلق ونعتقد بأنه لا توجد اجابة أمنية على تطلعات ومطالب المحتجين». ودعت البحرين الى التفاوض من أجل حل سياسي مع المحتجين. وقالت: «كما أوضحنا بشكل تام لشركائنا في الخليج، الدول الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي التي ارسلت أربعة منها قوات لدعم الحكومة البحرينية، انهم يتبعون مسارا خاطئاً». وأشارت وزارة الخارجية الاميركية، في رسالة على تويتر، «نعارض القوة المفرطة والعنف ضد المحتجين، وأثرنا مخاوفنا مباشرة اليوم مع البحرين».