المنامة، لندن - «الحياة»، رويترز، ا ف ب - أكد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الذين عقدوا اجتماعاً استثنائياً في المنامة امس تضامنهم مع مملكة البحرين «سياسياً وامنياً وعسكرياً» وحذروا من تدخل القوى الاقليمية في شؤون هذا البلد. وقال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع ان تحرك الشرطة كان ضرورياً لمنع انزلاق البلاد الى هاوية الطائفية. واضاف ان الشرطة تدخلت «لأن ما حدث في منطقة الدوار مثل خروجاً على الدولة». وشدد على انه «ليست هناك ازمة ثقة بين الحكومة والشعب». وقال ان هذه المرحلة «ادت الى صدمة للوطن كله ولكننا قادرون على اجتياز هذه المحنة بقيادة الملك الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة». وردا على توقيت الغارة على المحتجين في دوار اللؤلؤة، قال «ان التوقيت تحدد لضمان قلة عدد الموجودين في الدوار، مما يقلل من احتمالات الخسائر والاصابات»، مضيفا ان المحتجين «لم يكونوا نائمين كما تردد». وكانت قوة دفاع البحرين أعلنت في بيان أن قوات عسكرية أخذت بالانتشار في محافظة العاصمة للحفاظ على الأمن. وقال ناطق رسمي ان «قوات عسكرية من قوة دفاع البحرين أخذت في الانفتاح (الانتشار) في محافظة العاصمة بدواعي اتخاذ الاجراءات اللازمة للحفاظ على أمن وسلامة المواطنين والمقيمين، وتأمين حرياتهم وممتلكاتهم من أعمال العنف». وشدد الناطق على «اتخاذ التدابير الصارمة والرادعة كافة لبسط الأمن والنظام العام وتحقيق الاستقرار، حرصاً على مصالح الوطن ومقدراته». وناشد «المواطنين والمقيمين كافة الابتعاد عن التجمهر في المناطق الحيوية في وسط العاصمة، حيث أن ذلك يثير الخوف والفزع بين مرتادي المنطقة، ويؤدي إلى حدوث أزمات مرورية، مما يترتب عليه تعريض حياة المواطنين والمقيمين للخطر والإضرار بمصالحهم». وكشف الناطق باسم وزارة الداخلية العميد طارق الحسن، في تسجيل مصور عرضه تلفزيون البحرين، تفاصيل ما حدث في دوار اللؤلؤة والطريقة التي تعاملت بها قوة مكافحة الشغب في فض التجمهر. واظهر الشريط «ان عدداً من المتجمهرين كان بحوزته أسلحة نارية وبيضاء استخدمها ضد رجال الشرطة». وقال العميد الحسن ان «قوات الامن عثرت داخل خيام المتجمهرين على 4 أسلحة نارية وذخيرة حية عيار 9 مم وسيوف وسكاكين وأعلام لما يسمى بحزب الله». واوضح ان «التجمهر بدأ في دوار اللؤلؤة وبمطالب محدودة قبل أن تتطور الى مطالب غير مشروعة»، مشيرا إلى أن «التجمهر كان منذ البداية غير مشروع أو مرخص له». وتابع إن «قائد قوة مكافحة الشغب طلب من المتجمهرين عير مكبرات الصوت مغادرة المكان قبل التعامل معهم لإخراجهم، وان قواته دخلت من جهة واحدة تاركة بقية منافذ الدوار مفتوحة لمن يريد المغادرة». واكد أن «50 مصابا سقطوا في صفوف رجال الأمن بينهم اثنان ادخلا غرفة العمليات نتيجة تعرضهما للطعن بسكاكين وسيوف». واشار الى ان «أحد المتجمهرين دهس بسيارته رجال أمن عمدا وأوقع إصابات عدة بينها بتر أصابع يد أحدهم قبل أن يتم القبض عليه». واوضح الناطق ان «العملية بدأت بتقدم قوة على كوبري دوار اللؤلؤة عند شارع الشيخ خليفة بن سلمان وتم إجلاء المتجمهرين الذي يعيقون حركة المرور من فوق الكوبري». وقال أن «قتيلين سقطا بين المتجمهرين اثناء إخلاء الدوار وسقط قتيل ثالث عقب اعتدائه مع آخرين على رجال أمن بعد إخلاء الدوار». ونفى الناطق أن «تكون قوات الامن منعت وصول سيارات الإسعاف الى الدوار أو اعتدت على مسعفين». وقال ان «ما حصل ان متجمهرين سرقوا سيارة اسعاف فبدأنا التأكد من هوية كل سيارة اسعاف تريد دخول الدوار». من جهته، نفى وزير الصحة الدكتور فيصل بن يعقوب الحمر بشكل قاطع ما تردد من مبالغات في اعداد القتلى والمصابين، وقال ان وزارته سجلت 3 وفيات ونحو 195 مصابا تلقوا العلاج وغادروا المستشفى. واوضح وجود 34 مصابا تم ادخالهم للمتابعة والعناية لتلقي العلاج على ان يغادروا المستشفى اليوم. في هذا الوقت، طالبت المعارضة البحرينية باستقالة الحكومة، واكد زعيم جمعية «الوفاق» الشيخ علي سلمان الانسحاب «الكلي والنهائي» لنواب الجمعية التي تمثل التيار الشيعي الرئيسي في البحرين، من مجلس النواب الذي تسيطر فيه على 18 مقعدا من اصل 40. وقال سلمان: «اصدرنا كجمعيات سياسية بما فيها الوفاق بيانا طالبنا فيه باستقالة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة لتقديم اصلاحات سياسية». وفي واشنطن، اعرب الرئيس باراك اوباما عن رفضه استخدام الحكومة البحرينية العنف ضد المتظاهرين، في حين اتصلت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون هاتفيا بنظيرها البحريني للتعبير عن القلق العميق. واعلن «البنتاغون» ان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس اجرى محادثات امس مع ولي العهد البحريني الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة. ووصف الناطق باسم «البنتاغون» الكولونيل ديف لابان البحرين بانها «شريك مهم» وان الوزارة تراقب عن كثب التطورات». وفي نيويورك، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قادة البحرين الى عدم استخدام القوة في تفريق المتظاهرين، داعيا مجددا الى «اصلاحات جريئة». ونقلت «وكالة الانباء الايرانية» الرسمية عن مصدر في وزارة الخارجية قوله ان ايران تدعو الدولة الخليجية الى «عدم اللجوء الى العنف» وانه رغم ان التظاهرات «شأن داخلي» الا انها تدعو البحرين الى «تلبية مطالب الشعب».