دمشق، لندن - رويترز ا ف ب - اعربت واشنطن امس عن «قلقها» ازاء تقارير عن وقوع جرحى واعتقالات في دمشق، ودعت القيادة السورية الى «ممارسة ضبط النفس والامتناع عن العنف». وفيما ذكرت وكالات الأنباء ان «150 شخصاً تجمعوا أمام مبنى وزارة الداخلية للمطالبة بالافراج عن سجناء وموقوفين» سياسيين، اتهم مدير ادارة التوجيه المعنوي في وزارة الداخلية السورية العميد محمد حسن العلي اتهم امس «بعض الأشخاص المدسوسين باستغلال مراجعة بعض الأهالي عن ذويهم الموقوفين بجرائم مختلفة والدعوة الى التظاهر». واكد شهود ان قوات الامن اعتقلت بعض المتظاهرين، بينهم المفكر الطيب تيزيني والناشط كمال شيخو والناشط مازن درويش والناشطة ناهد بدوية والمفكر عامر داوود زوج المعتقلة رغدة الحسن وسهير الاتاسي وعمر اللبواني ابن المعتقل كمال اللبواني. وفي أول رد اميركي على التحركات في الشارع السوري، أكد مسؤول في الخارجية الأميركية ل»الحياة» أن ادارة الرئيس باراك أوباما «قلقة بشأن تقارير عن اعتقال وجرح متظاهرين في سورية» و»ندعو الحكومة السورية الى ممارسة ضبط النفس والامتناع عن العنف.» وأشار المسؤول الى «أن الشعب السوري، كما كل الشعوب، لديه حق التجمع والتعبير والنصوص عليه ضمن الميثاق الدولي لحقوق الانسان». وحض الحكومة السورية «على التزام واجباتها ضمن الميثاق» والسماح «للشعب السوري» بممارسة هذه الحقوق. وتتابع الادارة الأميركية بمختلف أركانها (البيت الأبيض والخارجية والدفاع) التحركات في دمشق. وكان عشرات الأشخاص تجمعوا أمس امام مبنى وزارة الداخلية مطالبين بالافراج عن موقوفين سياسيين بعد عفو رئاسي عن سجناء جنائيين بشروط. ونقلت «الوكالة السورية للانباء» (سانا) عن العميد العلي انه «لدى مراجعة بعض الأهالي لتقديم طلبات خطية بشأن ذويهم الموقوفين بجرائم مختلفة، حاول بعض الأشخاص المدسوسين استغلال الموقف والدعوة الى التظاهر من خلال إطلاقهم بعض الشعارات التحريضية في منطقة المرجة في دمشق، التي تزدحم بشكل طبيعي بالمواطنين، فتصدى لهم أصحاب المحلات التجارية الموجودة بالمنطقة والمواطنون بشكل عفوي ورددوا شعارات وطنية معبرين عن رفضهم محاولات بث الفوضى والعبث بأمن الوطن». وأضاف ان»عدداً من الأشخاص حاولوا إطلاق شعارات للتظاهر مستغلين دعوة بعض وسائل الإعلام المغرضة، خلال عملية استقبال المواطنين التي تتم بشكل دوري». وذكر انه «تم استقبال كل المواطنين المراجعين للوزارة بشأن ذويهم الموقوفين بأحكام متنوعة بشكل طبيعي وتلقي طلباتهم الخطية التي دونت عليها أرقام هواتفهم تمهيداً للاتصال بهم والإجابة عليها». لكن وكالة «فرانس برس» اوردت من دمشق ان قوات الامن فرقت تجمعاً ضم عشرات من اهالي معتقلين ومؤازرين لهم في ساحة المرجة قرب وزارة الداخلية في وسط دمشق، لتقديم رسالة الى وزير الداخلية سعيد سمور يناشدونه فيها إطلاق ابنائهم. وافاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي يتخذ لندن مقراً له، بان شهوداً اكدوا له ان قوات أمنية كبيرة اعتقلت أكثر من 25 شخصاً»، بينهم نشطاء حقوقيين. ورفع المتظاهرون صور معتقلين ولافتات تطالب بالحرية لمعتقلي الرأي في سورية. وتابع اهالي المعتقلين بعد تفريقهم مسيرهم باتجاه ساحة المرجة، واندس بينهم عشرات آخرون في الساحة نفسها ليعبروا عن تأييدهم للرئيس السوري بشار الاسد، مرددين هتافات دعم له. وذكرت عائلات الموقوفين في رسالة نشرها «المرصد « السبت الماضي: «قررنا نحن عائلات المعتقلين التوجه الى وزير الداخلية الاربعاء... لتقديم معروض يتضمن شكوانا ومعاناتنا»، وذلك»بعد طول انتظار واشاعات عن قرب الافراج عن معتقلي الرأي، وبعدما ذهبت آمالنا بلم شمل عائلاتنا ادراج الرياح». وكان عشرات السوريين تظاهروا الثلثاء في دمشق منادين بالتغيير والحرية، بحسب شريط فيديو عرضته بعض المواقع المعارضة في سورية وبثته فضائيات عربية.