دعت الولاياتالمتحدةالأمريكية السلطات في سوريا إلى إظهار"ضبط النفس" بوجه المظاهرات التي خرجت إلى الشوارع في دمشق على مدى يومين، للمطالبة بالإصلاح السياسي وإطلاق سجناء الرأي، مشددة على حق السوريين في التعبير، فيما دعت منظمات حقوقية دولية إلى الإفراج الفوري عن جميع الناشطين الذين اعتقلتهم الشرطة بحسب سي إن إن. وقال نائب الناطق الرسمي باسم الخارجية مارك تونر، في مؤتمره الصحفي اليومي أمس الأربعاء: "نشعر بالقلق حيال التقارير حول اعتقال وجرح عدد من المحتجين في سوريا، وندعو الحكومة السورية إلى إظهار ضبط النفس والابتعاد عن العنف." وأضاف تونر: "كل الناس، بما في ذلك الشعب السوري، لديه حقوق أساسية، منها التعبير الحر والتجمع السلمي، ونطالب الحكومة السورية الالتزام لواجباتها بموجب شرعة حقوق الإنسان والسماح للسوريين بممارسة حقوقهم." ولدى سؤاله عمّا إذا كانت واشنطن قد طرحت الموضوع مع الحكومة السورية رد: "نحن نطرح هذه القضية وقضايا حقوق إنسان أخرى مع الحكومة السورية على الدوام." كما تظاهر عشرات المواطنين السوريين والمصريين أمس، أمام "السفارة السورية في القاهرة"، مطالبين برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وتداول السلطة بشكل ديمقراطي، وإطلاق الحريات العامة. وشهدت المظاهرة مشادات واشتباكات بين العاملين بالسفارة والطلبة السوريين الذين كانوا موجودين في السفارة لإنهاء أوراقهم من جهة، وبين المتظاهرين السوريين وعدد من المصريين المنضمين لهم من جهة أخرى، وردد الجانبان هتافات مضادة، فرفع المؤيدون للنظام السوري صور الرئيس بشار الأسد مرددين: «مش عايزين غيره» في الوقت الذي ردد فيه المتظاهرون: «مش عايزينه.. مش عايزينه» وحدث تشابك بالأيدي، حتى تدخل رجال الأمن وفضوا الاشتباك. من جانبه، اتهم سفير سوريا في القاهرة، يوسف أحمد، السفارة الأميركية بالقاهرة، بالوقوف وراء ما وصفه ب «المؤامرة» وقال: "إن أجهزة الأمن كشفت عن تجسس مواطن سوري على المواطنين السوريين في القاهرة لصالح السفارة الأميركية." وأضاف في تصريحات له أمس الأربعاء: "تم تصوير عدد من المتظاهرين وهم يتسلمون "50" جنيها مقابل المشاركة في المظاهرة، مشيراً إلى أنهم هربوا بمجرد وصول قوات الشرطة العسكرية." وكانت سوريا شهدت في الفترة الماضية مظاهرات خجولة في عدد من المحافظات كان آخرها مظاهرة يوم الأربعاء قرب وزارة الداخلية في ساحة المرجة في دمشق، ضمّت عشرات من أهالي معتقلين ومؤازرين لهم. وفرّقت قوات الأمن السورية الأربعاء تجمّعا ضمّ عشرات من أهالي معتقلين ومؤازرين لهم في ساحة المرجة قرب وزارة الداخلية في وسط دمشق، كما ذكر مراسلون لوكالة فرانس برس. وتجمع عشرات أمام مبنى وزارة الداخلية لتقديم رسالة إلى وزير الداخلية السوري سعيد سمور يناشدونه فيها بإخلاء سبيل أبنائهم قبل أن تقوم قوات الأمن بتفريقهم واعتقال عدد منهم بينهم فتى. وقد رفعوا صور معتقلين ولافتات تطالب بالحرية لمعتقلي الرأي في سوريا. وتابع أهالي المعتقلين، بعد تفريقهم، مسيرهم باتجاه ساحة المرجة واندسّ بينهم عشرات آخرون في الساحة نفسها ليعبروا عن تأييدهم للرئيس السوري بشار الأسد، مرددين هتافات دعم له بحسب فرانس برس. وذكر شهود عيان أنّ من بين الذين اعتقلتهم قوات الأمن المفكر الطيب تيزيني والناشط كمال شيخو والناشط مازن درويش والناشطة ناهد بدوية وعمر اللبواني ابن المعتقل كمال اللبواني. كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المنظمة الحقوقية التي تتخذ من لندن مقرا لها في بيان أن شهود عيان أكدوا له أن قوات أمنية كبيرة اعتقلت ما يزيد على 25 شخصا، بينهم الكاتبة حسيبة عبد الرحمن والمفكر السوري الطيب تيزيني وعامر داوود زوج المعتقلة رغدة الحسن وسهير الاتاسي وخمسة من أفراد من عائلة المعتقل كمال اللبواني. وتقول رسالة العائلات التي نشرها المرصد السبت "قررنا نحن عائلات المعتقلين التوجه إلى السيد وزير الداخلية الأربعاء (...) لتقديم معروض يتضمن شكوانا ومعاناتنا". وأضافت العائلات أنها ستقوم بهذه الخطوة "بعد طول انتظار وإشاعات عن قرب الإفراج عن معتقلي الرأي في سوريا وبعد ان ذهبت آمالنا بلم شمل عائلاتنا بعد طول فراق، أدراج الرياح". وأكد أقارب 21 معتقلا للرأي ان أقاربهم الذين احتجز بعضهم منذ سنوات "أحبوا سوريا وطالبوا بها وطنا للجميع وتحت سقف القانون". وأكد مدير إدارة التوجيه المعنوي في وزارة الداخلية محمد حسن العلي في تصريح أمام الصحافيين إن تقديم الرسالة "أمر طبيعي جدا". وأضاف إن "استقبال الأهل يجري في وزارة الداخلية من دون أي تظاهر حيث يتم الاستماع إلى شكواهم لعرضها على الجهات المختصة والبت فيها". وأوضح أن "البعض استغل بعض الدعوات واندس في صفوف هذه العائلات وحاول إطلاق بعض الشعارات". وبعد أن أشار إلى أن "هذه المنطقة من المدينة مكتظة بالسكان ليلا نهارا"، قال إن "بعض المواطنين وأصحاب المحلات المحيطة تصدوا بشكل عفوي لبعض الأشخاص الداعين إلى التظاهر". وانتقد رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي رد فعل السلطات الحكومية على التجمع السلمي. وقال إن: "رد فعل السلطات الحكومية تجاه تجمع سلمي أمر مبالغ فيه وغير مقبول ويعتبر انتهاكا لحق التجمع السلمي المنصوص عليه في الدستور السوري". وطالب ريحاوي "بالإفراج عن جميع المعتقلين على خلفية التجمع السلمي". يُذكر أن قوات الأمن السورية اعتقلت في وقت لاحق الناشطة السياسية سهير الأتاسي على ضوء مشاركتها في المظاهرات التي خرجت في اليومين الماضيين. وكان عشرات المواطنين السوريين تظاهروا أول من أمس الثلاثاء منادين بالتغيير والحرية بحسب شريط فيديو عرضته بعض المواقع المعارضة للنظام السوري.