تعهدت إيران برد «ذكي» على العقوبات الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس (الأربعاء) عليها، معتبرة أنها «تنتهك شروط» اتفاقها النووي مع القوى العالمية. وكان ترامب وصف أثناء حملته الانتخابية الاتفاق النووي- الذي جرى التفاوض عليه إبان ولاية سلفه باراك أوباما- بأنه «أسوأ اتفاق على الإطلاق». ووقع ترامب قانون العقوبات الجديدة الذي يشمل عقوبات ضد روسيا وكوريا الشمالية. وقالت إيران بالفعل إنها ستقدم شكوى إلى الهيئة المشرفة على اتفاق 2015 بشأن العقوبات التي أقرها الكونغرس الأسبوع الماضي بسبب تطويرها برنامجها الصاروخي وانتهاكات لحقوق الإنسان. وبموجب الاتفاق قبلت طهران قيوداً على برنامجها النووي في مقابل تخفيف العقوبات. ونقلت وكالة «أنباء الطلبة» عن نائب وزير الخارجية عباس عراقجي قوله في مقابلة مع التلفزيون الرسمي: «وقع انتهاك للاتفاق النووي من وجهة نظرنا، وسنبدي رد فعل ملائماً ومتناسباً مع هذا الأمر». وردت روسيا على العقوبات بطرد موظفين في السفارة الأميركية، بينما لا توجد علاقات دبلوماسية أو تجارية مباشرة بين إيران والولايات المتحدة، ولذا فإن الخيارات أمام طهران محدودة. وقال عراقجي إن رد طهران سيكون «ذكياً». وأضاف: «هدف أميركا الرئيس من إقرار تلك العقوبات على إيران هو تدمير الاتفاق النووي وسنرد بذكاء شديد على هذا الإجراء». وقال: «بالتأكيد لن نتصرف بطريقة توقعنا في شراك سياسات الحكومة الأميركية وترامب». ووقع ترامب العقوبات الجديدة قبل يوم من مشاركة الرئيس الإيراني حسن روحاني في مراسم قبل أن يؤدي اليمين لولاية ثانية. ومن المرجح أن تزيد العقوبات جرأة منتقديه المتشددين الذين يقولون إن الاتفاق النووي نوع من الاستسلام. والولايات المتحدة إحدى الدول الست التي وقعت الاتفاق مع إيران، وتقول الدول الخمس الأخرى وهي روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا إنها تعتبره قد نجح في تهدئة المخاوف من احتمال أن تحاول إيران تطوير أسلحة نووية. ودفع الاتفاق دولاً أوروبية إلى العودة للاستثمار في إيران الغنية بالنفط والغاز إذ اتفقت «توتال» الفرنسية على تطوير مرحلة جديدة من حقل غاز «بارس الجنوبي» وهو الأكبر في العالم. وقال عراقجي إن «الأوروبيين لن يسمحوا لترامب بتدمير الاتفاق النووي». وأضاف: «ما فعلته توتال والعقد الذي وقع بين الشركة وإيران بعث برسالة من أوروبا إلى الأميركيين مفادها أنهم سيواصلون علاقاتهم الاقتصادية مع إيران مهما كانت الظروف». وفي إعلان منفصل، أكدت طهران أن روحاني سيحتفظ بوزيرين مهمين في ولايته الثانية هما وزير النفط بيجن زنغنه الذي ينسب إليه الفضل إلى حد بعيد في إنجاز اتفاق «توتال»، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي قاد مفاوضات بلاده من أجل الاتفاق النووي.