أفادت وكالة «رويترز» بأن إيران لمحت للدول الست التي أبرمت معها الاتفاق النووي، إلى استعدادها لمحادثات في شأن ترسانتها من الصواريخ الباليستية، لتخفيف التوتر المرتبط بهذا البرنامج. ونقلت الوكالة عن مصدر إيراني أن طهران أبلغت الدول الست، خلال اجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي، «إمكان مناقشة البرنامج الصاروخي، لتبديد المخاوف» الغربية. وأضاف أن «الأميركيين أعربوا عن قلقهم في شأن القدرات الصاروخية لإيران، وقال (وزير الخارجية الإيراني محمد جواد) ظريف رداً على ذلك، إن «مناقشة البرنامج ممكنة»، علماً أن طهران رفضت مراراً المسّ بهذا البرنامج. أتى ذلك فيما يواجه الاتفاق النووي امتحاناً عسيراً، بعدما اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب طهران بالامتناع عن «احترام روحيته»، وزاد خلال لقائه قادة عسكريين في البيت الأبيض: «النظام الإيراني يدعم الإرهاب ويصدّر العنف والدم والفوضى في الشرق الأوسط. لذلك يجب أن نضع حداً للعدوان المستمر من إيران ولطموحاتها النووية. يجب ألا نسمح لها بامتلاك أسلحة نووية». وسُئل عن قراره في شأن الاتفاق، فقال لصحافيين: «ستسمعون شيئاً عن إيران قريباً جداً». واستُدعي مراسلو البيت الأبيض على عجل مساء الخميس لتغطية عشاء جمع ترامب مع القادة العسكريين وزوجاتهم. وخاطب الرئيس الصحافيين متسائلاً: «هل تعلمون ما يمثله ذلك؟ قد يكون هدوءاً يسبق العاصفة». وسأله مراسل إن كان يقصد إيران أو كوريا الشمالية أو تنظيم «داعش»، فأجاب: «ستكتشفون ذلك. لدينا في الغرفة أفضل القادة العسكريين في العالم». وأشار إلى «تحقيق تقدّم هائل» في ما يتعلّق ب «داعش»، وزاد: «ستكتشف وسائل الإعلام ذلك خلال فترة وجيزة». لكنه طالب القادة العسكريين بتزويده «مجموعة واسعة من الخيارات العسكرية حين يستدعي الأمر، في شكل أسرع بكثير»، مضيفاً: «أعلم أن البيروقراطية الإدارية بطيئة، لكنني أعتمد عليكم في التغلّب على عراقيلها». وذكرت ناطقة باسم البيت الأبيض أن ترامب «سيصدر إعلاناً مهماً في شأن القرار الذي اتخذه حول استراتيجية شاملة يؤيّدها فريقه» في شأن إيران، مضيفة أنه «سيعلن ذلك في غضون أيام». ورجّح مسؤول بارز في الإدارة الأميركية أن يعلن الرئيس أنه لن يصادق على الاتفاق النووي، مشدداً على أن الإدارة «ملتزمة مواجهة تهديدات إيران ونشاطاتها الخبيثة وتسعى إلى تغيير في سلوكها» يشمل نشر صواريخ باليستية وتطويرها و «دعم الإرهاب» ومساندة الرئيس السوري بشار الأسد و «العداء المستمر لإسرائيل» و «التهديد المتواصل لحرية الملاحة في الخليج» وشنّ هجمات إلكترونية على الولاياتالمتحدة وحلفائها وانتهاكات حقوق الإنسان و «اعتقالها تعسفياً مواطنين أميركيين». وأضاف: «كان يُتوقع أن يساهم الاتفاق في السلام والأمن إقليمياً ودولياً، والنظام الإيراني يفعل كل ما في وسعه لتقويض السلام والأمن». ويُلزم القانون الرئيس الأميركي أن يُبلغ الكونغرس كل 90 يوماً مدى التزام طهران الاتفاق، وإذا كان رفع العقوبات عنها يخدم المصلحة القومية للولايات المتحدة. وأوردت صحيفة «واشنطن بوست» أن ترامب سيعلن منتصف الشهر الجاري أن الاتفاق لا يخدم مصلحة الولاياتالمتحدة، فيما أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن الرئيس يعتزم «سحب الإقرار» بالاتفاق من دون الانسحاب منه، وتكليف الكونغرس البتّ في مسألة إعادة فرض العقوبات المرتبطة بالملف النووي، في غضون 60 يوماً. وندّد رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني، ب «خبث» الأميركيين في الملف النووي، فيما اعتبر رجل الدين المتشدد أحمد خاتمي، أن واشنطن «انتهكت روحية الاتفاق ومضمونه ولم تبقِ منه شيئاً»، ونبّه المسؤولين الإيرانيين قائلاً: «عندما يحين موعد الاختيار بين إيران وأميركا، ستختار أوروبا أميركا». وشددت المفوضية الأوروبية على «نجاح» الاتفاق، معتبرة أنه «يحقّق المرجوّ منه» ويشكّل «حلاً قوياً وطويل الأجل للملف النووي الإيراني»، فيما أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله بأن يتخذ ترامب قراراً «متوازناً» في شأن التزام واشنطن الاتفاق، مؤكداً «أهمية الحفاظ عليه في شكله الحالي».