اقتحم عناصر من الشرطة التابعة لوزارة الداخلية في الحكومة المقالة في غزة التي تسيطر عليها حركة «حماس» جامعة الأزهر في المدينة واعتدوا بالضرب على طلاب كانوا يعتصمون داخل الحرم الجامعي للمطالبة بإنهاء الانقسام، فيما نفت «حماس» مسؤوليتها واعتبرت ما حدث «مشكلة بين طلاب الجامعة أنفسهم». كما وقعت مناوشات بين رجال الشرطة وطلاب جامعة القدس المفتوحة لم تسفر عن وقوع إصابات. وقال «الحراك الشعبي لإنهاء الانقسام» إن الأجهزة الأمنية اعتقلت نحو 20 من دعاة إنهاء الانقسام من المتظاهرين أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في المدينة. وأضاف الحراك في بيان أنه تم في جامعة الأزهر الاعتداء على شباب وفتيات من المتظاهرين والمنددين بحال الانقسام، واعتقال عدد منهم. واستنكر رئيس وأعضاء مجلس جامعة الأزهر الاعتداء، ولغة التهديد والوعيد لإدارة الجامعة وموظفيها وطلابها من قبل الأجهزة الأمنية. كما نددت كتل ونقابات طالبية بهذه الاعتداءات. وجاءت هذه الأحداث غداة فض رجال الشرطة بالقوة اعتصاماً نظمه «الحراك الشعبي لإنهاء الانقسام» في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة مساء أول من أمس تحت شعار «الشعب يريد إنهاء الانقسام». وبحسب منظمات حقوقية أصيب نحو 50 من النساء والشبان والأطفال والرجال بكسور وجروح ورضوض عندما فرق عشرات من رجال الشرطة مدججين بالسلاح والهراوات وعناصر أمنية يرتدون ملابس مدنية مئات المعتصمين في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة ليل الثلثاء الأربعاء. كما اعتدوا على نحو 25 صحافياً بالضرب أو تحطيم آلات تصوير أو مصادرة أدوات وأفلام أو تهديد عدد منهم، واحتجاز عدد آخر لساعات. وعاود رجال الشرطة تهديد الصحافيين أثناء تغطيتهم أمس أحداث جامعة الأزهر. وقال شهود ل «الحياة» إن رجال أمن بملابس رسمية ومدنية استخدموا دراجات نارية وسيارات «توك توك» في الاعتداء العنيف على الصحافيين أولاً، ثم ضرب النساء والشباب والرجال والأطفال في شكل عشوائي. ووصف مواطنون، تندراً، الاعتداء بأنه «غزوة التوك توك» و «غزوة الكتيبة»، و «جريمة الكتيبة». ونقلت «فرانس برس» عن شاهد عيان ان «عدداً من أعضاء الكتلة الإسلامية التابعة لحماس وعناصر من الأمن الداخلي والشرطة التابعة للحكومة المقالة اعتدوا بالضرب المبرح على الطلاب والطالبات الذين كانوا يتظاهرون داخل الحرم الجامعي ضد الانقسام وكانوا يحاولون الخروج إلا أن العناصر الأمنية والشرطة منعتهم من ذلك». وأبلغ مصدر في الجامعة الوكالة أن مسلحين بلباس مدني ورجال شرطة «اقتحموا الجامعة واعتدوا بالضرب المبرح على عشرات الطلاب والطالبات»، مشيراً الى أن الشرطة أغلقت جميع مداخل الجامعة. واستنكر رئيس وأعضاء مجلس الجامعة في بيان «إقدام عدد من طلاب الكتلة الإسلامية وعناصر أمنية بلباس مدني بالاعتداء الجسدي على العديد من طلاب الجامعة ومحاولتهم كذلك اقتحام كلية الطب لاعتقال عدد من طلاب الجامعة». وأكد مجلس الجامعة «رفضه المطلق لحصار قوات الشرطة والأمن التابعة لحركة حماس مداخل وبوابات الجامعة الرئيسية ومنع الدخول والخروج للطلاب والعاملين من الجامعة». وأكد أن «الفعاليات الطالبية داخل حرم الجامعة اقتصرت على اعتصام طالبي سلمي داخل ساحة الجامعة الرئيسية ورفعوا شعارات تنادي بإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، وشعار «فلسطين أكبر من الجميع». كما أكد مجلس الجامعة رفضه «لغة التهديد والوعيد لإدارة الجامعة وموظفيها وطلبتها»، مشدداً على «قدسية» الحرم الجامعي، مطالبين «القوى السياسية الوطنية ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان ومجالس وإدارات الجامعات الفلسطينية بالتدخل الفوري لمنع تفاقم الأمور وخروجها عن الأعراف والقيم الفلسطينية». غير أن شرطة «حماس» نفت أي علاقة لها بما جرى. ونقلت «فرانس برس» عن ايهاب الغصين المتحدث باسم وزارة الداخلية أن «هذا الكلام غير صحيح»، مؤكداً أن ما حدث «مشكلة بين طلاب الجامعة أنفسهم». واستنكرت الاعتداء على المواطنين العزل والصحافيين ومؤسسات صحافية وحقوقية، وطالبوا الحكومة برئاسة اسماعيل هنية التحقيق فيه ونشر نتيجته على الملأ. ودانت المؤسسات والمراكز النسوية الفلسطينية الاعتداء، ودعت الحكومة في غزة الى التوقف عن أسلوب القمع ومصادرة الحريات العامة في التعبير والتجمع السلمي، وطالبتها بمحاسبة أفراد الأمن الذين اعتدوا بالضرب على المواطنين نساء ورجالاً.