أعلن 17 ناشطاً فلسطينياً، بينهم امرأة واحدة، الإضراب المفتوح عن الطعام أمس حتى تحقيق مطلبهم بإنهاء الانقسام بين حركتي «فتح» و «حماس»، فيما فرّقت الشرطة التابعة للحكومة المقالة في غزة بالقوة تجمعاً لشبان وشابات أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) للمطالبة بإنهاء الانقسام. وتمكن الناشطون من «الحراك الشعبي لإنهاء الانقسام»، الذين أعلنوا الإضراب عن الطعام في المقر الرئيسي ل «أونروا»غرب مدينة غزة، من الدخول إلى مقر «أونروا» خلسة أثناء فتح البوابات لدخول موظفيها والسيارات التابعة لها. ولم يتمكن عشرات الناشطين الآخرين من الدخول فوقعوا «فريسة» لرجال الأمن والشرطة التابعة لوزارة الداخلية في حكومة غزة التي تقودها حركة «حماس»، الذين اعتدوا على عدد منهم بالضرب بالهراوات، و «شلوا» حركة الصحافيين الموجودين في المكان للتغطية وصادروا أشرطة التصوير من بعضهم. وقال شهود ل «الحياة» إن سيارات زرق محملة بعشرات من رجال الشرطة وصلت إلى المكان، إضافة إلى رجال أمن بزيّ مدني. وقال صحافي إنه التقط صوراً تُظهر رجلاً يعتقد أنه من الأمن «اندس» بين الشبان وأعطى إشارات إلى رجال الشرطة للاستدلال على الشبان واعتقالهم. وأعلنت الناشطة نهى أبو ظريفة ل «الحياة» عبر الهاتف من داخل «أونروا» مطالب المضربين عن الطعام المتمثلة في أربعة وهي: أولاً السماح بدخول ممثلي وسائل الإعلام إلى داخل المقر كي يتمكنوا من عقد مؤتمر صحافي. وثانياً، إطلاق كل المعتقلين على خلفية التظاهر ضد الانقسام في 15 الجاري وما بعده. وثالثاً إبعاد رجال الأمن والشرطة من محيط «أونروا» وتوفير الحماية لهم وعدم اعتقالهم أو ملاحقتهم. أما المطلب الرابع، فيتمثل وفق أبو ظريفة في تقديم حركتي «فتح» و «حماس» تأكيدات وأدلة على أرض الواقع لإنهاء الانقسام المدمر. وأوضحت أن الناشطين لن يفكوا إضرابهم عن الطعام قبل إنهاء الانقسام، وأنهم رفضوا تناول أي طعام سعت إدارة «أونروا» إلى تقديمه لهم. وأشارت أبو ظريفة إلى أن عشرات من موظفي المنظمة الدولية قرروا خوض الإضراب المفتوح عن الطعام معهم. وفي غضون ذلك، هاجم العشرات من أفراد الشرطة تجمعاً لشبان وشابات أمام مقر «أونرو» للمطالبة بإنهاء الانقسام واعتدوا عليهم بالضرب، بعدما توجه رجال أمن بزيّ مدني إلى الصحافيين الذين يغطون النشاط وحاولوا مصادرة آلات التصوير والأشرطة. وأشار ناشطون ل «الحياة» الى أن ستة من الشبان أصيبوا برضوض نتيجة الضرب بالهراوات، ولم يتم نقلهم إلى مستشفيات حكومية خشية اعتقالهم. وقال أحد ممثلي «الحراك الشعبي لإنهاء الانقسام» سامر أبو رحمة ل «الحياة» إن الحراك تقدم ب «إشعار» إلى قيادة الشرطة في غزة أمس لتنظيم نشاطات جديدة خلال الأيام المقبلة. وأضاف أبو رحمة أن الحراك تقدم ب «الإشعار» تنفيذاً واستناداً إلى قانون الحق في التجمع السلمي الذي ينص على تقديمه قبل 48 ساعة من موعد الفاعليات. وأوضح أن الفاعليات تتضمن إضراباً مفتوحاً عن الطعام اعتباراً من ظهر اليوم في حديقة الجندي المجهول في مدينة غزة. وتابع أن ناشطي «الحراك» في رفح وخان يونس (جنوب القطاع) سيخوضون بالتزامن إضراباً عن الطعام لمدة ساعة واحدة غداً، وفي 22 الشهر الجاري في وسط القطاع، ومثلها في اليوم التالي في شماله. ولفت إلى أنه سيتم تنظيم مسيرة في الجندي المجهول في 21 الشهر الجاري لمناسبة معركة الكرامة، فيما سيتم تنظيم مسيرة أخرى من ميدان فلسطين وسط مدينة غزة إلى الجندي المجهول في 30 الجاري الذي يصادف يوم الأرض تحت شعار «ليكن يوم الأرض يوماً وطنياً لإنهاء الانقسام». وكشف أبو رحمة النقاب عن أن كل الحوارات مع الكتلة الإسلامية والمجموعات التابعة لحركة «حماس» باءت بالفشل، بعدما رفضت أن يتضمن بيان صحافي موقع من الجميع يدين اعتداء رجال الشرطة والأمن على الناشطين خلال الأيام الماضية. وقال إنهم وافقوا على فاعلية يوم الأرض، وعلى وقف الحملات الإعلامية المتبادلة، لكنهم رفضوا بقية الفاعليات وإدانة الاعتداء على الناشطين. وكان عناصر من أجهزة الأمن والشرطة التابعة ل «حماس» اقتحمت الأربعاء جامعة الأزهر في غزة واشتبكت بالأيدي مع طلاب كانوا يتظاهرون داخل الحرم الجامعي للمطالبة بإنهاء الانقسام. وتظاهر عشرات الآلاف من الفلسطينيين الثلثاء في غزة التي تسيطر عليها حركة «حماس» والضفة الغربية التي تديرها السلطة الفلسطينية مطالبين بإنهاء الانقسام بين الجانبين. وانتهت التظاهرات في غزة بقمع قوات الأمن التابعة لحكومة «حماس» المشاركين فيها، وبينهم صحافيون.