أُقيم في مدينة «فانكوفر» الألمانية قبل أيام معرض كتب عالمي للأطفال المتوحدين، شاركت فيه اليابان عبر قصة للكاتب والشاعر اللبناني حسن عبدالله بعنوان «لكي لا تموت الأسماك»، كانت تُرجمت إلى اللغة اليابانية قبل سنوات. وعلى رغم أنّ القصة لم تكن موجهة أصلاً الى الأطفال المصابين بالتوحّد، انتخبها اليابانيون لتشارك في المعرض الألماني لكونها تُشجّع على احترام فردية الطفل وتقدير خياله الواسع، بعيداً من الأفكار الراسخة في الأذهان أو القوانين السائدة في المجتمعات. وكانت قصة حسن عبدالله، التي وضع رسومها الفنان المصري حلمي التوني، تُرجمت الى اليابانية على يد أحد الكتّاب اليابانيين المعروفين، ووضع لها مقدمة مسهبة تستعرض مضمون الكتاب وأهميته ودلالاته. وفي سياق مشاركتها في معرض «فانكوفر»، تُرجمت القصة الى الإنكليزية أيضاً، وتم تقديمها في إطار عمل موسيقي (كونشيرتو) عنوانه «السمكة تسبح»، اشتغل عليه أحد الموسيقيين اليابانيين مستوحياً أجواءه من مضمون القصة، وتمّ إهداء المشروع بكامله إلى الشاعر حسن عبدالله. وخلال الحفلة، تمّت قراءة القصة باللغات الثلاث: اليابانية والإنكليزية والعربية. تدور أحداث قصة «لكي لا تموت الأسماك» حول معلّم يطلب من تلامذته في الصفّ ان يرسموا سمكة، فيبدأ الجميع بالرسم، لكنه حين يمرّ بواحد منهم ينتبه الى أنّ التلميذ باسم رسم سمكة داخل أكواريوم يحوي الماء والأصداف وقليلاً من العشب والرمل. فأخذ المعلّم الورقة من تلميذه طالباً منه أن يعيد رسم السمكة من دون كلّ تلك الإضافات. ولمّا نظر الطفل من الشباك متأملاً المشهد الطبيعي الخلاّب، رسم سمكة تطير في السماء فوق شجرة تين وجبالٍ عالية تتبدّى خلف الأفق البعيد، فلمّا رآها أستاذه تعجّب وطلب منه ثانيةً أن يكتفي برسم السمكة، فرسمها الولد ميتةً وحين سأله الاستاذ عن سبب ذلك أجاب الولد بالقول إنّ السمكة لا يمكن أن تعيش بلا ماء. وقد استجاب المعلّم لرغبة التلميذ وطلب من رفاقه في الصف ان يجعلوا السمك المرسوم على أوراقهم يسبح في الماء.