استعدت أسواق خليجية بصورة كبيرة ليوم المعلم، الذي يوافق الخامس من تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام، وكانت أفكار الهدايا مختلفة عن الأعوام السابقة، بيد أن هذا التحرك الكبير من الجيران لم يدفع الأسواق المحلية لمجاراة هذا اليوم وما يمثله للعالم من تكريم للمعلمين، حتى إن مدارس غابت عنها ملامح هذا اليوم. دفع الصمت عن الاحتفاء بالمعلم في يومه العالمي، مغردون لإنشاء وسم تكريمي لمعلمي الأجيال، ليكون ضمن الأكثر مشاركة وتداولاً وقراءة في «الترند» السعودي، وليكون تطبيق «التويتر»، المكان الوحيد للاحتفاء والاحتفال بهذه المنسبة، إذ سجل مغردون تهنئاتهم لمعلميهم، وليذكروا الناس بيوم «مهنة الأنبياء». تحول الوسم إلى سرد مكثف للذكريات داخل أروقة المدارس، وبات فرصة لاستذكار القصص المزدحمة، وحضرت أسماء معلمين رحلوا عن الدنيا، والذين غادروا المدارس، وآخرون لا يزالون يكدحون لتأدية رسالتهم، وشدد مغردون أنه «لا يجب أن يقتصر الاحتفال بيوم المعلم على بعض الكلمات في الإذاعة المدرسية، بل يجب أن يترك المجال للطلاب لابتكار احتفالاتهم الخاصة، وتشجيعهم على الاحتفاء بمعلميهم، وهذا سينعكس إيجاباً على الحركة التعليمية». وعلى رغم أن هناك توجيهات لإدارات التعليم في مناطق المملكة بتفعيل هذا اليوم، وتحقيق أهدافه، إلا أن الأنشطة والبرامج والفعاليات لا تصل إلى حدود المأمول، فيما تمنى مغردون أن «يكون الاحتفاء على قدر المحتفى بهم، وأن يكون يومهم مشهوداً بالأنشطة والبرامج المختلفة». الاحتفال بيوم المعلم بالنسبة للمعلمين أشبه ما يكون ب«الاحتفال بعيد ميلاد لمتوفى»، إذ لا يمثل هذا اليوم حدثاً مهماً على جداول بعضهم، بل ويرجعون ذلك إلى أن الوزارة لم تفعل هذا اليوم بالشكل المطلوب، حتى يكون حدثاً يحتفل به الطلاب تكريماً لمعلميهم من خلال أنشطة وبرامج يفرغ لها الطلاب، كما هو معمول به في مدارس خليجية وعربية، جعلت من هذا اليوم حدثاً مهماً على جدول اهتمامات وزارات التعليم. واستغل معلمون هذا اليوم لتجديد التأكيد على معانات بعض المدرسين، وخصوصاً معلمي الصفوف الأولية أو كما يحب البعض تسميتهم ب«الدنيا»، إذ يشتكي معلمون من كثرة عدد الطلاب في الصف الواحد، إذ يتجاوز في بعض المدارس 33 طالباً في صف واحد، ما يزيد أعباء المعلمين المجبورين بأن يشرحوا دروسهم لكل طالب ويتأكدوا من حفظه وفهمه وهذا ما لا يتم من خلال قصر وقت الحصة الدراسية، وتكدس عدد كبير من الطلاب في صف واحد. يحتفل العالم ومنذ 23 عاماً وبالتحديد في الخامس من أكتوبر في كل عام بإحياء ذكرى توقيع التوصية المشتركة الصادرة عن منظمة العمل الدولية ومنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) والتي جرت في العام 1966 والمتعلقة بأوضاع المعلمين، وبدأ أول احتفال في العام 1994، للتذكير بهذه المناسبة، واستغلت دول هذا اليوم بوضع تماثيل ونصب لرجال التعليم تكريماً لأصحاب هذه المهنة، فيما تخصص دول هذا اليوم ليوجه المجتمع بأكمله شكره للمعلمين. تحتل لبنان موقع الصدارة عربياً في تفعيل الاحتفال بيوم المعلم، إذ يكون حدثاً ضخماً يشارك فيه الطلاب وأسرهم للاحتفاء بهم، ويفرغ الطلاب لهذا اليوم بشكل كامل، بينما يمنح المعلمون إجازة من التعليم في هذا اليوم، وفي أفغانستان يكون هذا اليوم إجازة رسمية من الدولة حتى يقضي المعلمون وقتاً سعيداً مع أسرهم، وفي الكويت تزدحم المحال التجارية بهدايا المعلم وبأفكار مبتكرة، وصفها البعض بالمبالغ فيها بينما يجدها البعض الأخر أنها من باب التكريم والتشجيع.