السكري الحملي هو السكر الذي يتم تشخيصه خلال الحمل، و لم يكن موجوداً قبله، و هنا يمكن الحديث عن حالتين، الحالة الأولى : أن تكون السيدة مريضة بالسكري قبل الحمل، و لكن لم يتم تشخيص مرضها إلا خلال الحمل، و الحالة الثانية هي أن يكون السكري مرتبطاً بالحمل، و هذا النوع يجعل صاحباته معرَّضات لحدوث النوع الثانى من السكر أكثر من غيرهن، و خمسين في المائة منهن يظهر لديهن المرض خلال السنوات الخمس التى تتلو الحمل. لذلك، فإننا بحاجة إلى بعض الإجراءات للتأكد. هناك أكثر من توجيهات بهذا الخصوص، أسهلها تطبيقاً توصيات المركز الوطنى للتميز في الخدمات العلاجية البريطانى، و يرمز له اختصارا بكلمة (NICE ) ، وهو ينصح بإجراء فحص مستوى السكر الصائم في الدم بعد مضي ستة إلى ثلاثة عشر أسبوعاً على الولادة. و قد تم تحديد ستة أسابيع لأنها الفترة التي تأخذها التغيرات الهرمونية التى أحدثها الحمل حتى الانتهاء، و في حالة عدم إجراء هذا الفحص حتى الأسبوع الثالث عشر، فإنه ينصح بإجرائه مصحوباً بفحص مستوى السكر التراكمي في الدم. و في حالة ظهور أن النتائج أعلى من الطبيعي، فإن تشخيص السكر من النوع الثانى، يكون قد تأكد، أما في حالة أن تكون النتائج طبيعية، فإن هذا يعنى أن ما تعرضت له المرأة كان سكري الحمل، وأنها قد شفيت. يجب اعادة الفحص كل عام بعد ذلك للاحتياط. و لا يقل أهمية عن ذلك العمل على تقليل احتمالات حدوث السكر، و يتحقق هذا بعدة إجراءات، الحرص على أن يكون الوزن دائما عند الحد الطبيعى، و تطوير أسلوب الحياة ليتناسب مع الحياة الصحية وذلك بجعل الرياضة جزءاً من الروتين الحياتي، و التغذية المثالية التى لا يزيد مردودها من السعرات الحرارية على ما يحتاجه الجسم ممّا يتناسب مع نمط حياته، التوقف عن التدخين مهم جدا، و تعاطي موانع الحمل المناسبة. في حالة التخطيط لحمل جديد، ننصح بمراجعة الطبيب قبل الحمل لأخذ الاحتياطات المناسبة ومنها حامض الفوليك حبة واحدة يوميا خمسة مليجرام على الأقل لثلاثة أشهر قبل الحمل.