تعدّ الحدود غير المرئية التي يضعها الأفراد حول انفسهم، أسقفاً زجاجية من شأنها المنع من تحقيق نتائج الجهود الكاملة، وتختلف أسباب ظهور هذه القيود من شخص لآخر،لكنها غالبًا ما تتعلق بالمشاعر المرتبطة بالمواقف الفاشلة والمحبطة، حيث تبدأ بذور عدم الكفاءة، والتقدير الذاتي المنخفض، أو الخوف من الفشل في النشوء. تتعدّد العوامل التي تساهم في تشّكيل هذا السقف النفسي، و تعدّ التجارب الشخصية مثل التعرُّض للإهانة أو التمييز، مربط المشكلة، لأن التجارب غير الناجحة قد تؤدي إلى تطوير مشاعر الشك في الذات، في ظل غياب الدعم النفسي، الذي يحدّ من نمو المشاعر السلبية لدى الفرد. هذه القيود النفسية، تؤدي إلى مجموعة من النتائج السلبية على المستوى الشخصي، وقد يشعر الأفراد بالاستسلام، وهذا ما يؤثرعلى صحتهم النفسية، ورضاهم عن أنفسهم، وحتى على المستوى المهني، قد يفوِّتون فرص التقدم، ممّا يؤثر على التنوع والابتكار داخل محيط العمل، كما يمكن أن تؤدي هذه المشاعر، إلى تدنّي الإنتاجية والإبداع. تعتبر خطوات التغلُّب على هذا السقف، مهمة لتحقيق النجاح. أولاً: يجب على الأفراد العمل على تعزيز تقديرهم الذاتي من خلال تحديد نقاط قوتهم، والاحتفال بالإنجازات، مهما كانت صغيرة. ثانياً: من الضروري بناء شبكة من الدعم تشمل الدعم الذاتي، ودعم المحيطين، والذين بدورهم، تقديم التشجيع والمساعدة في التغلُّب على العقبات. إن السقف الزجاجي النفسي يُعدّ من العوائق التي يجب العمل على كسرها لتحقيق إمكانات الأفراد والمجتمعات. من خلال الفهم، والوعي، والدعم، يمكن للأفراد أن يتجاوزوا هذه الحدود غير المرئية، ويحقِّقوا النجاح الذي يستحقونه.