رحبت مملكة البحرين وشعبها، بقوات درع الجزيرة الخليجية المشتركة، التي وصلت طلائعها صباح أمس إلى المنامة، للمساهمة في حفظ الأمن الداخلي للبلاد، وحماية المواطنين والمقيمين، ومنع المساس بالمنشآت والممتلكات العامة والخاصة. وكانت مملكة البحرين، طلبت من دول مجلس التعاون، دعمها ومساعدتها في حفظ الأمن الداخلي، وحماية جميع فئات الشعب البحريني والمقيمين فيها، بعد أن ظهرت بوادر تدخل خارجي، في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، خاصة بعد فشل مبادرة ولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة بتشكيل حكومة تمثل كل الأطياف، ومناقشة كل الملفات على طاولة الحوار، من بينها ملف التجنيس، والدوائر الانتخابية، ومكافحة الفساد المالي والإداري. وعلى رغم صدور بيان مشترك بين حكومة البحرين، والمعارضة، متمثلة في تجمع الوحدة الوطنية، برئاسة الشيخ عبد اللطيف المحمود، والجمعيات المعارضة السبع، إلا أن أعمال الشغب والاعتداءات على رجال الأمن استمرت، ولم تظهر في الأفق بارقة أمل للتهدئة وتجنب المنزلق الخطر الذي تشهده البلاد، ما جعل معه حكومة البحرين، تستعين بقوات درع الجزيرة الخليجية، للمحافظة على أمن شعبها، والحيلولة دون أي تدخل أجنبي، ظهرت بوادره في الأفق، في شؤون البلاد. وخرج أفراد، يمثلون أطياف شعب مملكة البحرين كافة، لاستقبال قوات درع الجزيرة الخليجية بالترحاب أمس، وطالبوها بالمساعدة في ضبط وإعادة الأمن والاستقرار، إلى ربوع المملكة، بعد نحو شهر من التظاهرات والاحتجاجات، التي فرضت نفسها، على مجريات الأحداث هناك، وظهرت معها أصابع أياد داخلية، تعبث بأمن البلاد، وتحاول النيل من مقدراتها، ومكتسبات شعبها، خاصة بعد قيام المحتجين بقطع الطريق الرئيس، الذي يفصل العاصمة البحرينية (المنامة) عن باقي محافظات المملكة، ومنع الموظفين من الذهاب إلي أعمالهم، وكذلك منع طلبة المدارس من الذهاب لمدارسهم، بهدف إشراك المواطنين كافة، في عصيان مدني، يمثل ضغطاً على حكومة المملكة، للانصياع لطلباتها. وشهدت البحرين، في الأيام الأخيرة، حوادث عنف وبلطجة، تعرض لها بعض المواطنين والمقيمين، من بينها مهاجمة الطلبة والطالبات، ورجال الأمن في جامعة البحرين، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم، وأغلق حرم الجامعة، وتم تعليق الدراسة فيها حتى إشعار آخر، عن إصابة عشرات المواطنين بجراح، بعضها بالغ، وأمرت السلطات العليا في البحرين بافتتاح قسم الطوارئ في مستشفى الملك حمد الجامعي في المحرق كمستشفى ميداني لتلقي الحالات المصابة، وذلك لتخفيف معاناة المواطنين، بعد أن تعطل العمل في مجمع مستشفى السلمانية الطبي من قبل المتظاهرين، الذي قام بعضهم خلال اليومين الماضيين، متسلحين بالعصي والأسلحة البيضاء وآلات حادة، بشل الحركة المرورية في الطرق، وإقامة نقاط تفتيش للسيارات، وقطع الطرق الرئيسة، وإغلاق المحال التجارية، وتعطيل المرافق العامة والخاصة في الدولة، ما أدى إلى ترويع المواطنين هناك.